“اتصالات المغرب” في قفص الاتهام: هل تحولت إلى “شناق” لبيع الألياف البصرية؟

تشير الظاهرة المعروفة بـ”الشناقة” إلى تحكم بعض الفاعلين في القطاع الاقتصادي، حيث لم تعد تقتصر على الأوساط الفلاحية بل انتقلت مؤخرًا إلى قطاع الاتصالات، الذي يحقق أرباحًا طائلة من خلال عمليات البيع والشراء بين الشركات العاملة في هذا المجال.
في خطوة مثيرة للجدل، قامت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) منذ سنوات بإصدار قرار يتيح لشركتي “أورنج” و”إنوي” استغلال جزء من البنية التحتية لخدمات الاتصالات السلكية الثابتة التابعة لشركة “اتصالات المغرب”.
وبذلك، تحولت هذه الأخيرة إلى “شناق” لبيع شبكة الألياف البصرية (Fibre Optique) بأسعار مرتفعة، مما يساهم في رفع تكاليف الإنترنت على المواطنين.
وكشفت وثيقة من “اتصالات المغرب” عن العروض الخاصة لخدمة الوصول إلى الإنترنت عبر الألياف البصرية، والتي تبيّن حجم هوامش الربح الكبير التي تحققها الشركة مقارنة بالأسعار المقدمة للمستهلكين.
توفر “اتصالات المغرب” للمتعهدين معلومات مسبقة وموثوقة حول الخطوط التي يجب تقسيمها، بالإضافة إلى وحدة التشغيل التي تتيح لهم تكييف سرعات الإنترنت للمشتركين، مع توفير المواصفات التقنية المطلوبة لإنشاء البنية التحتية.
وتبقى أسعار خدمات الإنترنت عبر الألياف البصرية في المغرب من بين الأعلى عالميًا، متفوقة على العديد من الدول الأوروبية، مما يثير دعوات لفتح سوق الألياف البصرية أمام مشغلي البنية التحتية، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى.