المغرب يراهن على الأمونيا الخضراء لتحقيق الاستدامة
يكتسب مشروع الأمونيا الخضراء في المغرب أهمية استراتيجية بارزة على عدة أصعدة، خصوصاً في ظل كون المغرب من أكبر منتجي الأسمدة الفوسفاطية في العالم وأيضاً من أكبر مستوردي الأمونيا. دعونا نستعرض الجوانب الرئيسية التي تجعل هذا المشروع حيوياً لمستقبل المغرب.
في الوقت الراهن، يعتمد المغرب بشكل كبير على استيراد الأمونيا كمادة خام رئيسية في صناعة الأسمدة الفوسفاطية. وكان المغرب ثالث أكبر مستورد للأمونيا في عام 2021، بعد الهند والولايات المتحدة، وفقاً لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومنظمة التجارة العالمية.
أما أكبر خمس دول مصدرة للأمونيا في عام 2021 فكانت ترينيداد وتوباغو وروسيا وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية.
ومع بدء تشغيل مشاريع الأمونيا الخضراء، سيتمكن المغرب من إنتاج الأمونيا محلياً باستخدام مصادر طاقة متجددة، مما يقلل من اعتماده على الواردات ويعزز من استقلاليته الاقتصادية.
و تسهم الأمونيا الخضراء في إنتاج أسمدة أكثر صديقة للبيئة، مما يعزز من تنافسية المغرب في الأسواق العالمية، خاصة مع الاتجاهات العالمية نحو الزراعة المستدامة وتقليل البصمة الكربونية.
استخدام الطاقة المتجددة (مثل الرياح والطاقة الشمسية) في إنتاج الأمونيا يساهم في تقليص انبعاثات الكربون، مما يتماشى مع الأهداف العالمية لمكافحة التغير المناخي.
هذا يعزز من مكانة المغرب كدولة رائدة في مجال الطاقة المتجددة ويعكس التزامه بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، سيخلق المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، خاصة في المناطق الريفية مثل طرفاية والجرف الأصفر، مما يسهم في تنمية تلك المناطق وتعزيز الاقتصاد المحلي.
و مع زيادة الطلب العالمي على الغذاء، يرتفع الطلب على الأسمدة الفعالة والمستدامة، وبإنتاج الأمونيا الخضراء، يمكن للمغرب تلبية جزء كبير من هذا الطلب، مما يعزز من دوره كمزود رئيسي في السوق العالمية.
كما سيعزز إنتاج الأمونيا الخضراء من قدرة المغرب على التوسع في أسواق جديدة وزيادة حصته في السوق العالمية، خاصة في الدول التي تولي الأولوية للاستدامة البيئية.
الشراكات التي أبرمها المغرب مع شركات عالمية مثل Worley وJESA ستساهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى المملكة، مما يجعل المغرب مركزاً للابتكار في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء في أفريقيا وخارجها.
و من خلال هذا المشروع، يؤكد المغرب التزامه بالمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، مما يعزز من مكانته كقائد إقليمي ودولي في التحول نحو الطاقة الخضراء.
استثمار قدره 7 مليارات دولار لا يسهم فقط في إنشاء بنية تحتية متطورة للطاقة الخضراء، ولكنه أيضاً يعزز من القدرات الصناعية للمغرب ويعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني.
باختصار، يمثل مشروع الأمونيا الخضراء خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية للمغرب، ويعزز من قدراته على المنافسة في السوق العالمية، مع تقديم مساهمة كبيرة في تحسين الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.