هل أخطا ماسك بإعلانه تأييد ترامب لولاية ثانية؟
اختار “إيلون ماسك” رجل الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” الانخراط في معترك الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة من خلال إعلان تأييده لمرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وذلك بعد تعرض “ترامب” الأسبوع الماضي لمحاولة اغتيال فاشلة خلال تجمع انتخابي لأنصاره، تسببت في وفاة أحد الحضور وإصابة آخرين، ليعلن “ماسك” بعدها تبرعه بمبلغ من المال لعلاج المصابين، وأفاد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الملياردير الأمريكي يخطط لتخصيص 45 مليون دولار شهرياً كدعم لحملة الرئيس السابق حتى عقد الانتخابات في نوفمبر القادم.
وذكر “ماسك” خلال حدث إعلان نتائج أعمال “تسلا” عن الربع الثاني من العام، أن الخفض المتوقع للإعفاءات الضريبية المقدمة للسيارات الكهربائية خلال ولاية “ترامب” الثانية حال فوزه سوف يُفيد الشركات المُصنعة لهذه المركبات في واقع الأمر.
وقال إن خفض الإعفاءات سوف يكون له “أثر مدمر على منافسينا”، لكنه سرعان ما حول سياق حديثه إلى التأكيد على أن مستقبل “تسلا” يتمحور حول تقنيات القيادة الذاتية.
وأوضح أنه يرغب في خفض تكلفة السيارات الكهربائية كي تصبح في متناول المستهلكين، وأن الإعفاءات الضريبية التي تُطبق في الوقت الراهن كانت أحد العوامل التي تساهم في ذلك وإن كان بشكل محدود.
وأضاف أن “تسلا” قررت تعليق خطط إنشاء مصنع لها بالمكسيك لما بعد الانتخابات نتيجة تعهد “ترامب” بفرض رسوم جمركية “باهظة” على المركبات التي تُنتج هناك.
وبالنظر لتصريحات “ماسك”، يصعب تحديد كيفية استفادة مبيعات “تسلا” من تخفيضات الإعفاءات الضريبية التي تعهد “ترامب” بتطبيقها في اليوم الأول من وصوله للبيت الأبيض.
إذ ساهمت هذه الإعفاءات في رفع إيرادات “تسلا” بمقدار 890 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2024، وتجاوزها توقعات المحللين، ووصفت الشركة هذا المبلغ في خطاب للمساهمين بأنه “قياسي”.
وأوضح تقرير صدر عن منصة “إدموندز” المتخصصة في بيانات قطاع السيارات أن آراء المنتمين للحزب الديمقراطي تجاه السيارات الكهربائية إيجابية أكثر من نظرائهم الجمهوريين بدرجة كبيرة.
وقالت “جيسيكا كالدويل” رئيسة قسم الاستطلاعات في “إدموندز” في مذكرة للعملاء، إن الدعم العلني الذي قدمه “ماسك” لـ ترامب” في ظل اتساع الانقسامات الحزبية في الداخل الأمريكي، من شأنه تنفير المستهلكين ذوي التوجهات الديمقراطية الذين يميلون أكثر لشراء السيارات الكهربائية.