اليورو يواصل التراجع وسط عمليات تصحيح وجني أرباح

شهد اليورو انخفاضًا جديدًا في الأسواق الأوروبية يوم الجمعة، مواصلاً خسائره لليوم الثالث على التوالي أمام الدولار الأمريكي. هذا التراجع أبعد العملة الأوروبية عن أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، في ظل استمرار عمليات التصحيح وجني الأرباح.
و تراجع اليورو بنسبة 0.25% مقابل الدولار، ليصل إلى 1.0820 دولار، مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 1.0847 دولار، بينما سجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 1.0858 دولار.
وكانت العملة الموحدة قد أنهت تعاملات الخميس على انخفاض بنسبة 0.5%، وهو التراجع اليومي الأكبر منذ 27 فبراير، مدفوعًا بعمليات بيع لجني الأرباح بعد بلوغ مستوى 1.0954 دولار، وهو الأعلى منذ خمسة أشهر.
و مع اقتراب إغلاق تعاملات الأسبوع، يبدو أن اليورو في طريقه لتسجيل خسارة أسبوعية تتجاوز 0.5% مقابل الدولار، وهي الأولى في ثلاثة أسابيع.
ويعزى هذا التراجع إلى تلاشي الدعم الذي وفرته الإصلاحات المالية الضخمة في ألمانيا، بالتزامن مع تصاعد المخاوف بشأن النزاعات التجارية العالمية، خصوصًا مع اقتراب قرار الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية في 2 أبريل المقبل.
وافق البرلمان الألماني، الثلاثاء الماضي، على حزمة إصلاحات مالية واسعة، منهياً بذلك عقودًا من التقشف المالي. تهدف هذه الحزمة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق العسكري، في إطار استعدادات ألمانيا لتعزيز دورها في الدفاع الجماعي الأوروبي.
جاءت الموافقة البرلمانية بأغلبية 513 صوتًا مقابل 207 أصوات معارضة، وشملت إنشاء صندوق استثماري للبنية التحتية والمناخ بقيمة 500 مليار يورو، إضافة إلى تخفيف قيود الاقتراض العام التي كانت تحد من قدرة الحكومة على التمويل.
ويتوقع أن تعزز هذه الإجراءات الإنفاق في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية وحماية المناخ والدفاع، مما قد يساهم في رفع معدل النمو الألماني إلى 2.1% بحلول عام 2026.
كما تمتد خطط الإنفاق على مدى 12 عامًا، مما يعكس رؤية طويلة الأمد لمواجهة التحديات الاقتصادية، بما في ذلك الرسوم الجمركية الأمريكية واضطرابات سلاسل التوريد العالمية.