تكنولوجيا

CL1.. الحاسوب البيولوجي الذي يجمع الذكاء الاصطناعي بالخلايا العصبية

قبل عقد من الزمن، قدّم فيلم “ترانسيندنس” رؤية خيالية لمستقبل يتحقق فيه الاندماج بين العقل البشري والآلة. اليوم، يبدو أن هذا السيناريو يقترب من الواقع مع إطلاق شركة “كورتيكال لابس” الأسترالية لحاسوب “CL1″، الذي يُدمج خلايا دماغ بشرية مع رقائق السيليكون، فاتحًا الباب أمام جيل جديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

يعمل “CL1” بخلايا عصبية مستزرعة مخبريًا، موصولة بـ 59 قطبًا كهربائيًا، مما يسمح بتشكيل شبكة عصبية حية.

ولضمان استمرارية هذه الخلايا، زُوّد الحاسوب بوحدة دعم حياة تحاكي وظائف الجسم البشري، مثل نبض القلب، وترشيح الفضلات، وتوفير مزيج من الأكسجين والغازات الأخرى للحفاظ على نشاط الخلايا.

تبلغ تكلفة اقتناء “CL1” حوالي 35 ألف دولار، وهو لا يهدف إلى استبدال الذكاء الاصطناعي التقليدي، بل إلى تقديم بديل أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بفضل قدرة الخلايا العصبية على التكيف. كما يمكن للنظام البقاء نشطًا لمدة تصل إلى ستة أشهر، حيث تُغذّى الخلايا بمحلول خاص وتتلقى إشارات حسية تُحاكي البيئة الحقيقية.

c8e481b2 3510 4c09 a798 7f8da76d6c74 Detafour

بحسب “بريت كاجان”، الرئيس العلمي لـ”كورتيكال لابس”، فإن هذا الابتكار يتيح تجارب غير مسبوقة لفهم آليات التعلم في الدماغ، مما قد يُساهم في تطوير علاجات لأمراض عصبية مثل ألزهايمر، فضلًا عن استخدامه لاكتشاف أدوية جديدة ونمذجة الأمراض العصبية.

يؤكد مطورو “CL1” أن الدمج بين الخلايا العصبية والرقائق يمنح الحاسوب مرونة في التعلم والتكيف، متفوقًا على الذكاء الاصطناعي القائم على الشرائح الإلكترونية. فبدلًا من الاعتماد على حسابات ثابتة، يستطيع النظام إظهار أنماط ذكاء أقرب إلى الكائنات الحية.

رغم الإمكانات الهائلة لهذا الحاسوب، إلا أنه لا يشكل تهديدًا كالذي رأيناه في “ترانسيندنس”، حيث تحول البطل إلى كيان رقمي مهيمن. فـ”CL1” لا يمتلك وعيًا بشريًا، لكنه يملك القدرة على التعلم بآليات تحاكي الدماغ.

يُمثل “CL1” خطوة جريئة نحو الذكاء البيولوجي، وقد يكون مقدمة لأجهزة تحاكي القدرات العقلية للبشر، دون أن تمتلك إدراكًا ذاتيًا حقيقيًا. فهل نشهد مستقبلًا تندمج فيه العقول البشرية مع الآلات، أم أن الذكاء البيولوجي سيظل مجرد أداة مساعدة للذكاء الاصطناعي؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى