أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن اتفاقه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السعي لإنهاء المفاوضات التجارية بين البلدين خلال شهر واحد، وذلك خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة السبع.
وفي منشور عبر منصة “إكس” مساء الاثنين، أكد كارني أن الهدف المشترك هو التوصل إلى اتفاق خلال الثلاثين يوماً المقبلة. من جانبه، أكد ترامب للصحفيين وجود بعض الخلافات القائمة بين الطرفين حول السياسات التجارية، لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية خلال الأسابيع القادمة.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب أصدر توجيهات لفريق المفاوضات بالعمل على تحقيق أفضل اتفاق ممكن وبأسرع وقت.
وقال ترامب أثناء وقوفه إلى جانب كارني: “لدينا اختلافات في عدد من القضايا، فأنا أؤيد الرسوم الجمركية كوسيلة بسيطة، بينما مارك يرى الأمور بطريقة مختلفة ويحظى بمؤيدين. سنتباحث في هذا الأمر اليوم لمحاولة إيجاد حل”.
في سياق متصل، أبدى ترامب انفتاحه على اقتراح كارني الذي يقضي بتقليل الرسوم العقابية المفروضة على قطاعات كندية رئيسية مثل الصلب، الألومنيوم، وصناعة السيارات، معتبراً أن مقترح كارني أكثر تعقيداً لكنه إيجابي أيضاً.
عقد الزعيمان اجتماعاً استمر نحو نصف ساعة تبعه لقاء موسع بحضور مسؤولين من البلدين ناقشوا خلاله موضوعات أخرى مثل المعادن الحيوية، أمن الحدود، وفرص التعاون الدفاعي.
بدورها، أكدت كيرستن هيلمان، سفيرة كندا في واشنطن، تمسك كارني بضرورة إلغاء كافة الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الواردات الكندية كجزء من الاتفاق المقبل، بينما أشار كل من هيلمان ودومينيك لوبلان، وزير العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، إلى إيجابية الاجتماع وتوقعهم تسريع وتيرة المحادثات.
يأتي هذا الاتفاق في ظل تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة قد تؤثر على اقتصادات دول غنية، وسط توترات دولية متصاعدة تشمل الحرب في أوكرانيا وتصاعد النزاع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران.
وأشار ترامب إلى أن التجارة ستكون من أبرز موضوعات قمة مجموعة السبع، مشدداً على أنه في حال عدم التوصل لاتفاقيات مرضية، فإن فرض الرسوم الجمركية سيكون الخيار المطروح.
وفي تطور منفصل، أعلن ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتفاقاً لتخفيض بعض الرسوم الأميركية ورفع حصص بريطانيا من بعض المنتجات الزراعية الأميركية.
أما بخصوص الرسوم على الصلب والألومنيوم، فقد أكد ترامب إمكانية التوصل لاتفاق مع كندا خلال الأسابيع المقبلة، في حين ألمح كارني إلى احتمال اتخاذ ردود مماثلة في حال فشل الاتفاق، رغم أنه لم يرفع الرسوم المضادة على الولايات المتحدة حتى الآن.
وتفرض الولايات المتحدة رسوماً إضافية بنسبة 50% على الصلب والألومنيوم، إضافة إلى رسوم على المركبات المصنعة خارج أراضيها، ورسوم بنسبة 25% على بعض المنتجات الكندية والمكسيكية التي لا تلتزم بشروط اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، مع تهديد بفرض ضرائب على صادرات كندية أخرى مثل الأخشاب والنحاس.
كما أعرب ترامب خلال القمة عن استيائه من غياب روسيا عن مجموعة السبع، وأبدى تفكيره في ضم الصين إلى المنتدى الاقتصادي، مشيراً إلى أن وجود روسيا في المجموعة ربما كان سيمنع الحرب الحالية.
يذكر أن ترامب كان قد انتقد في السابق قرار الرئيس السابق باراك أوباما استبعاد روسيا من مجموعة الثماني عام 2014 بسبب ضم شبه جزيرة القرم.
وعندما سُئل عن إمكانية إشراك الصين، أجاب ترامب بأنها “ليست فكرة سيئة”.
