الاقتصاديةالأسهم

عام تاريخي للأسهم الأمريكية.. هل يتوج بالنجاح؟

شهدت الأسهم الأمريكية أداءً فصليًا قويًا في الثلاثة أشهر الماضية، على الرغم من الاضطرابات في بداية غشت والتقلبات الحادة في شتنبر ، لتواصل مكاسبها القوية لهذا العام، وتضع نفسها على المسار لتسجيل واحداً من أفضل أعوامها على الإطلاق.

وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” في الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر بنسبة 5.55%، ويعد هذا الربع الرابع على التوالي من المكاسب، وهي أول سلسلة مكاسب بهذه المدة منذ تسجيل سبعة أرباع متتالية من المكاسب بنهاية عام 2021.

ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع مؤشر الأسهم واسع النطاق بأكثر من 20% حتى نهاية الربع الثالث، وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1997 التي يرتفع فيها المؤشر بنسبة 20% أو أكثر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.

وهذا أيضًا إنجاز نادر، حيث تعد هذه المرة العاشرة فقط التي يحدث فيها ذلك منذ عام 1950، ومن الملحوظ خلال تلك المرات أن المؤشر أنهى العام مرتفعًا بشكل كبير بعدما شهد بداية قوية.

في واقع الأمر، لم يحدث إلا مرة واحدة (خلال انهيار الإثنين الأسود عام 1987) أن تدهور أداء مؤشر “إس آند بي 500” بشكل حاد بحلول نهاية العام بعد أداء قوي في الأشهر التسعة الأولى.

أداء المؤشر في الأعوام التي ارتفع فيها 20% أو أكثر خلال أول 9 أشهر

العام

الأداء في أول 9 أشهر

(%)

أداء العام بأكمله

(%)

1954

30.25

45.00

1955

21.35

26.40

1958

25.20

38.05

1967

20.40

20.10

1975

22.35

31.55

1987

32.90

2.05

1989

25.70

27.25

1995

27.25

34.10

1997

27.90

31.00

2024

20.80

ونجحت الأسهم الأمريكية في التعافي سريعًا، وتعويض خسائرها الحادة في بداية شهر أغسطس، والتي تسببت بها عمليات تصفية مراكز “الكاري تريد”، والمخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي.

وبعد بداية ضعيفة في الأسبوع الأول من سبتمبر الذي يشتهر بتقلباته الحادة، تمكنت الأسهم من عكس الاتجاه وأنهت الشهر مرتفعة بدعم من قرار الفيدرالي خفض الفائدة، والتفاؤل إزاء مستقبل الاقتصاد والسياسة النقدية.

264ab0c1 d275 40c6 99d6 d9000c928e01 Detafour

ومع ذلك، فإن الأسهم قد تكون أمام واحدة من أخطر فتراتها لهذا العام، والتي تشكل اختباراً حقيقاً لمزاج المستثمرين ومدى قوة الأساسيات التي دفعت المؤشر إلى هذا المستوى.

ويرجع ذلك لحقيقة أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تضيف مزيداً من عدم اليقين أمام المستثمرين، خاصة في ما يتعلق بالسياسات المرتقبة للبيت الأبيض، كما أن إضراب عمال الموانئ يهدد بتجدد الضغوط التضخمية، ما قد يعرقل خطط الفيدرالي للتخفيف النقدي.

وعلاوة على ذلك، فالصراع في الشرق الأوسط آخذ في الاتساع، وهذا يشكل مصدر قلق رئيسياً للأسواق، التي تخشى ارتفاعاً كبيراً في تكاليف إمدادات الطاقة، واحتمال تعطل خطوط الشحن البحري.

فهل تتجاهل الأسهم هذه المخاطر وتواصل مسيرتها الصعودية على أي حال؟ أم سيكون للخوف الكلمة الفصل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى