ألمانيا تتصدر الوجهات التعليمية المفضلة للطلاب المغاربة متفوقة على فرنسا

في السنوات الأخيرة، شهدت وجهات التعليم العالي الخارجية تحولًا ملحوظًا بالنسبة للطلاب المغاربة، حيث أصبحت ألمانيا تتصدر الخيارات المفضلة لديهم مقارنة بفرنسا.
هذا التحول يوضح تراجع جاذبية فرنسا للطلاب الدوليين، الذين أصبحوا يميلون بشكل متزايد نحو الدول الناطقة بالإنجليزية وبعض الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا وروسيا.
ويعكس ذلك تقرير حديث صادر عن ديوان المحاسبة في فرنسا الذي يكشف عن هذه الديناميكيات المتغيرة.
أشار التقرير إلى النمو السريع في حركة الطلاب الدوليين، التي تجاوزت وتيرة الزيادة في أعداد الطلاب بشكل عام، مما يجعل المنافسة بين الدول والمؤسسات التعليمية على جذب المواهب أكثر حدة.
على الرغم من الزيادة المستمرة في أعداد الطلاب الدوليين في فرنسا منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلا أن وتيرة هذه الزيادة لم تكن بالمعدل نفسه الذي حققته بعض الدول الناطقة بالإنجليزية وبعض الدول الأوروبية الأخرى.
هذه التغيرات أدت إلى تراجع فرنسا في تصنيف الدول المستضيفة للطلاب الدوليين من المركز الثاني عالميًا في عام 1980 إلى المركز السابع في عام 2022، بعد كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، فضلاً عن كندا وألمانيا وروسيا.
وفي هذا السياق، أصبحت ألمانيا وجهة مفضلة للطلاب المغاربة، حيث تتفوق على فرنسا بفضل تعليمها المجاني أو المنخفض التكلفة، وجودة التعليم العالي، وتوافر برامج أكاديمية باللغة الإنجليزية. كما يساهم الاقتصاد الألماني القوي ودعم الحكومة للبحث العلمي في تعزيز مكانة ألمانيا كوجهة تعليمية جذابة.
رغم إطلاق فرنسا لمبادرة “مرحبا بكم في فرنسا” بهدف جذب نصف مليون طالب أجنبي بحلول عام 2027، إلا أن النتائج لم تكن كما كان مأمولًا. إذ أظهرت البيانات أن نحو 50% من الطلاب الدوليين في فرنسا هم من بلدان المغرب العربي وإفريقيا، بينما يشكل الطلاب من آسيا وأوروبا 22% و19% على التوالي. لكن معظم هؤلاء الطلاب هم من الناطقين بالفرنسية، مما يحد من تنوع الجنسيات.
يتجه الطلاب المغاربة، بالإضافة إلى غيرهم من الطلاب الدوليين، نحو ألمانيا والدول الناطقة بالإنجليزية بسبب توافر برامج تعليمية باللغة الإنجليزية، وهو ما يتماشى مع الاتجاه العالمي نحو التعليم باللغات الدولية.
حيث يفضل الطلاب من دول مثل الصين والهند ونيجيريا الدراسة في جامعات الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو ألمانيا نظرًا لتوفر البرامج الأكاديمية المتقدمة باللغة الإنجليزية.
يوصي التقرير الفرنسي بضرورة زيادة عدد المنح الدراسية المتاحة للطلاب الدوليين، سواء من حيث العدد أو القيمة المالية أو المدة الزمنية، كما يقترح رفع الحد الأدنى للموارد المالية المطلوبة للطلاب الدوليين لضمان قدرتهم على مواصلة دراستهم دون عقبات.
بينما تواصل ألمانيا تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للطلاب المغاربة، تواجه فرنسا تحديات كبيرة للحفاظ على جاذبيتها في ظل المنافسة العالمية المتزايدة.
ويبدو أن التعليم باللغة الإنجليزية وتكاليف الدراسة المنخفضة يلعبان دورًا كبيرًا في توجيه اختيارات الطلاب نحو ألمانيا بدلًا من فرنسا.