الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة..انطلاقة نحو الريادة في قطاع الطاقة المتجددة

يواصل مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة، بقيادة شركة إكس لينكس، تقدمه نحو التنفيذ، واضعًا حجر الأساس لشبكة طاقة متجددة ضخمة تمتد عبر القارات.
و يهدف المشروع إلى تزويد السوق البريطانية بالكهرباء النظيفة، مستفيدًا من الموارد الطبيعية الوفيرة في المغرب، ليصبح أحد أكبر مشروعات الطاقة المتجددة العابرة للحدود.
يقع المشروع جنوب المغرب، حيث توفر أشعة الشمس المستمرة والرياح المنتظمة مصدرًا ثابتًا للطاقة، بعيدًا عن التقلبات المناخية التي تؤثر على شمال أوروبا.
ووفقًا لجيمس همفري، المدير العام لشركة إكس لينكس، فقد أجرت الشركة أكثر من عامين من الدراسات التقنية المعمقة لتحديد أفضل المعايير لتنفيذ المشروع.
سيتم نقل الكهرباء المنتجة عبر شبكة كابلات بحرية عالية الجهد تمتد لمسافة 3,800 كيلومتر، مما يجعلها واحدة من أطول شبكات النقل الكهربائي في العالم.
ويهدف المشروع إلى تزويد بريطانيا بما يصل إلى 8٪ من احتياجاتها الكهربائية، مما يعزز أمنها الطاقي ويقلل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
نجح المشروع في جذب 100 مليون جنيه إسترليني من التمويلات التطويرية حتى الآن، بمشاركة مستثمرين بارزين مثل TAQA، وTotalEnergies، وOctopus، وGE Vernova، وAFC. ويعتمد المشروع بالكامل على التمويل الخاص دون أي دعم حكومي، مما يعكس جاذبيته القوية للأسواق المالية واستدامته الاقتصادية.
يمثل المشروع تقدمًا استراتيجيًا يعزز مكانة المغرب كمحور رئيسي للطاقة بين إفريقيا وأوروبا، كما يجسد دوره المتنامي كقوة رائدة في قطاع الطاقات المتجددة.
مع بدء تشغيله المتوقع في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، يحمل هذا المشروع طموحات تتجاوز تزويد بريطانيا بالكهرباء، حيث قد يصبح نموذجًا لمشروعات أخرى تربط القارات، مما يمثل تحولًا عالميًا في كيفية نقل الطاقة الخضراء عبر المسافات الطويلة.