وكيل الذكاء الاصطناعي..أداة مبتكرة لدعم الشركات في مواجهة التحديات التجارية

شهدت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بفضل انخفاض تكاليف تطويرها وتضييق الفجوة في الأداء بين النماذج المختلفة.
ومن أبرز الابتكارات التي ظهرت في هذا المجال هو “وكيل الذكاء الاصطناعي” أو “AI Agent”، الذي أصبح أداة حيوية لمساعدة الشركات على التغلب على التحديات المعقدة في مجالات متعددة.
“وكيل الذكاء الاصطناعي” هو نموذج برمجي مصمم خصيصًا لأداء مهام دقيقة ضمن قطاع معين. يختلف هذا النموذج عن البرمجيات العامة مثل المساعدات الشخصية الذكية، التي تفتقر إلى القدرة على التعامل مع مواضيع متخصصة.
يتم تدريب وكلاء الذكاء الاصطناعي على بيانات مخصصة للقطاع الذي يعملون فيه، ما يتيح لهم اتخاذ قرارات تجارية دقيقة وداعمة للأهداف الاستراتيجية.
تعتمد برامج وكيل الذكاء الاصطناعي على التحكم الذاتي في المهام الموكلة إليها، حيث يتم تدريبها على معلومات متخصصة مما يمكنها من اتخاذ قرارات استراتيجية في وقت قياسي. وبفضل هذه القدرات، يمكن للوكيل الذكي تحقيق أهداف تجارية مع الحفاظ على الكفاءة والدقة في الأداء.
مجالات تطبيق وكيل الذكاء الاصطناعي
التجارة بين الشركات (B2B)
يعد قطاع التجارة بين الشركات من أكبر القطاعات التي تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي. يساهم وكلاء الذكاء الاصطناعي في إدارة سلاسل الإمداد، وتحليل أسعار الصرف، وتحديد مصادر التوريد، مما يمكن الشركات من التكيف بسرعة مع التغيرات السوقية المتنوعة.
الشركات الصغيرة والمتوسطة
تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة قطاعًا حيويًا تواجهه تحديات كبيرة بسبب محدودية الموارد. في هذا السياق، يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي تقديم دعم كبير لهذه الشركات من خلال مساعدتها في العثور على الموردين، التفاوض على الأسعار، إدارة العمليات اللوجستية، وحساب فروق أسعار الصرف، مما يعزز الكفاءة ويقلل التكاليف.
مثال عملي: “أكيو” من “علي بابا”
أحد أبرز الأمثلة على استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي هو النموذج الذي طورته شركة “علي بابا” تحت اسم “أكيو – Accio”.
هذا النموذج موجه لخدمة الشركات في عمليات البحث عبر الإنترنت، وقد ساعد أكثر من 50,000 شركة صغيرة ومتوسطة في إدارة مخزوناتها خلال موسم العطلات في نونبر و دجنبر الماضيين.
وبفضل قدرته العالية على معالجة اللغات المتعددة وتحسين البحث عبر الإنترنت، يستخدم أكثر من 500,000 شركة حاليًا “أكيو”، معظمها في دول نامية مثل فيتنام وبنجلاديش وباكستان.
مواجهة مشكلة “الهلوسة” في الذكاء الاصطناعي
من المعروف أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي قد تولد استجابات غير منطقية أو غير دقيقة، وهو ما يعرف بـ “الهلوسة”.
إلا أن “أكيو” يعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تملكها “علي بابا”، ويستفيد من تقنية “التعلم المعزز بالاسترجاع”، التي تضمن تصفية النتائج وتقديم معلومات موثوقة فقط، ما يقلل من احتمالية حدوث مثل هذه الأخطاء.
تفتح نماذج الذكاء الاصطناعي المتخصصة مثل “وكيل الذكاء الاصطناعي” آفاقًا واسعة أمام الشركات، خاصة الصغيرة والمتوسطة. من خلال تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، تمنح هذه التقنيات الشركات فرصة للنمو والتوسع في الأسواق العالمية، ما يساهم في تعزيز قدرتها التنافسية على المدى الطويل.