اقتصاد المغرب

كنز مدفون: لماذا لا يستغل المغرب احتياطياته الهائلة من الصخر النفطي؟

أظهرت تقارير إعلامية أن احتياطات الصخر النفطي في المغرب لا تزال غير مستغَلة رغم التوقعات الواعدة التي تشير إلى وجود موارد ضخمة من هذه الثروات الطبيعية.

ورغم ذلك، يستمر المغرب في استيراد معظم احتياجاته من النفط، إذ يشير تقرير حديث نشره موقع “الطاقة” إلى أن إنتاجه المحلي من النفط لا يتجاوز 3 آلاف برميل يوميًا، في وقت يصل فيه الاستهلاك إلى 300 ألف برميل يوميًا.

ويؤكد تقرير وحدة أبحاث الطاقة (المعروفة بمقرها في واشنطن) أن المغرب يعتمد بشكل كبير على استيراد النفط، وذلك بسبب ضعف إنتاجه المحلي الذي لا يلبي حتى احتياجات السوق المحلية.

وفي هذا السياق، استعرض التقرير أهم بيانات احتياطيات الصخر النفطي في المغرب، التي قد تساهم في تقليل فاتورة الطاقة السنوية الضخمة التي يتكبدها البلاد.

وفقًا للبيانات الصادرة عن وحدة أبحاث الطاقة، يُقدر احتياطي المغرب من الصخر النفطي بأكثر من 53 مليار برميل، وهو ما يعادل نحو 3.5% من إجمالي احتياطيات الصخر النفطي في العالم، حسب تقديرات المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.

وفيما يتعلق بالتفريق بين الصخر النفطي والنفط الصخري، أشار التقرير إلى ضرورة تصحيح الخلط الشائع بينهما. حيث يوجد الصخر النفطي في طبقات صخرية قريبة من سطح الأرض، وهو يحتوي على مادة عضوية تسمى “كيروجين”، التي تتحول إلى نفط عالي الجودة عند تسخينها.

بالمقابل، يتواجد النفط الصخري في طبقات صخرية عميقة ويُستخرج باستخدام تقنيات مثل التكسير المائي (الهيدروليكي).

أوضحت التقارير كذلك أن الصخر النفطي في المغرب موجود في عشرة مواقع رئيسية، أبرزها في مناطق تيمحضيت وطرفاية وطنجة. ففي حوض تيمحضيت، الذي يبعد 180 كيلومترًا جنوب شرق الرباط، تشير الدراسات إلى أن إنتاج النفط من الرواسب يمكن أن يصل إلى 140 لترًا لكل طن من الصخور النفطية.

كما أظهرت الدراسات أن احتياطي حوض تيمحضيت يبلغ نحو 42 مليار طن تحتوي على حوالي 15 مليار برميل من النفط.

من جهة أخرى، يعتبر حوض طرفاية الساحلي، الذي يمتد على مساحة 2500 كيلومتر مربع، أحد أهم المواقع المغربية في هذا المجال، حيث يقدر احتياطي الصخر النفطي فيه بنحو 80 مليار طن تحتوي على 22 مليار برميل من النفط.

وقدّر المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن احتياطيات الصخر النفطي في المغرب بحوالي 53 مليار برميل، تشمل 22 مليار برميل في موقع طرفاية و15 مليار برميل في موقع تيمحضيت. ومن المتوقع أن ترتفع هذه التقديرات مع تقدم الأبحاث في المناطق الأخرى التي تحتوي على رواسب الصخر النفطي في البلاد.

في ضوء هذه البيانات، يبقى السؤال الأهم: متى ستبدأ المغرب في استغلال هذه الموارد الهائلة لتلبية احتياجاتها الطاقية وتقليل اعتمادها على النفط المستورد؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى