طوفان حرارة مدمّر يُجتاح شرق الولايات المتحدة ويُهدد حياة الملايين

شهد النصف الشرقي من الولايات المتحدة موجة حر شديدة، محملة برطوبة خانقة ودرجات حرارة قياسية، أدت إلى اضطرابات واسعة في حياة السكان والمؤسسات، مع تحذيرات من خطر اندلاع حرائق مدمرة تهدد المناطق المتضررة.
ابتدأت موجة الحر يوم السبت في ولايات مثل آيوا، مينيسوتا، نبراسكا، وساوث داكوتا، حيث بلغت درجات الحرارة حوالي 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت)، قبل أن تمتد لتصل إلى مدن كبرى مثل نيويورك، فيلادلفيا، وواشنطن العاصمة بحلول الإثنين.
في مطار جون إف كينيدي بنيويورك، سجلت الحرارة 38 درجة مئوية، وهو أعلى مستوى منذ عام 2013. وتُعد هذه الموجات الحارة سببًا رئيسيًا لزيادة معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة، إضافة إلى تفشي الأمراض المرتبطة بالإجهاد الحراري.
تلقت ملايين الأسر في الولايات المتحدة تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، وهي من أكبر التحذيرات التي أصدرتها هيئة الأرصاد الوطنية في تاريخ البلاد. وتوقعت الهيئة تسجيل أرقام قياسية للحرارة في عشرات المدن والمناطق خلال الأيام القادمة.
تسبب الطلب الكبير على الكهرباء لتشغيل أجهزة التبريد في انقطاعات متكررة للكهرباء، حيث أبلغ عشرات الآلاف من المواطنين عن انقطاع التيار خلال يوم الإثنين. وأصدرت السلطات المحلية تحذيرات ودعت إلى ترشيد استهلاك الطاقة، تحسبًا لعواصف محتملة وحرارة متزايدة.
ردًا على الأزمة، أعلنت الحكومة الفيدرالية حالة الطوارئ في قطاع الكهرباء بالجنوب الشرقي، ما يسمح بتخفيف القيود على انبعاثات التلوث لدعم زيادة الإنتاج، في محاولة لمنع انهيار الشبكة الكهربائية.
يحذر خبراء الأرصاد من ظاهرة القبة الحرارية التي تتسبب في احتجاز الحرارة والرطوبة بالقرب من سطح الأرض طوال الليل، مما يحول دون انخفاض درجات الحرارة ويزيد من الشعور بالاختناق وعدم الراحة.
قال “جاكوب آشرمان”، خبير الأرصاد: “تتجمع الحرارة والرطوبة معًا دون انقطاع، مما يجعل هذه الموجة من أشد موجات الحر التي شهدناها”.
مع تفاقم الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، أصدرت هيئة الأرصاد تحذيرات عاجلة لولايات مثل يوتا وكولورادو، تحذر من خطر انتشار حرائق الغابات التي تهدد السكان وجودة الهواء، في ظل موارد طوارئ محدودة.
و يتوقع الخبراء أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها يوم الثلاثاء في معظم المناطق المتأثرة، إلا أن موجة الحر ستستمر حتى الأربعاء مع درجات حرارة مرتفعة للغاية.
حذرت حاكمة نيويورك، “كاثي هوشول”، السكان بقولها: “الحرارة المرتفعة قد تكون قاتلة، وأفضل وسيلة للحماية هي البقاء في المنازل مع تشغيل أجهزة التكييف. ليس هذا الوقت المناسب لممارسة الرياضة أو النشاطات الخارجية”.