اقتصاد المغرب

كيف يُساهم المغرب في تعزيز التجارة العالمية وسط التوترات الجيوسياسية؟

بالرغم من التوترات الجيوسياسية العالمية، وخاصة المواجهة بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن التجارة العالمية تستمر في الازدهار بشكل لا يصدق، ويعود ذلك جزئيًا إلى دور البلدان التي تعمل كوسائط مهمة بين القوى الاقتصادية.

يعتبر المغرب، بجانب فيتنام والمكسيك (وبشكل أقل إندونيسيا وبولندا)، من البلدان المعروفة بـ “حلقات الوصل”، والتي تعمل كجسور بين القوى الكبرى الاقتصادية بفضل سياساتها التي تميل إلى عدم التحالف مع أي جانب.

ووفقًا لتقرير نُشر من قبل صندوق النقد الدولي في أبريل، “تواجه التجارة والاستثمار العالميان اليوم مقاومة، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى تحويل تدفقاتهم عبر البلدان المتصلة بهم”، مشيرًا إلى أن هذه البلدان “يمكن أن تستفيد من التنوع الجغرافي الاقتصادي”.

وبحسب تقرير من وكالة بلومبرغ إيكونوميكس، فقد سجلت هذه البلدان معًا إنتاجًا اقتصاديًا يبلغ 400 مليار دولار في عام 2022، مما يجعلها تفوق الهند وتقارب من حجم اقتصاد ألمانيا أو اليابان تقريبًا.

ويلاحظ التقرير أن “على الرغم من اختلاف سياساتهم وماضيهم، فإنها تتفق في الرغبة في استغلال الفرص الاقتصادية عبر تعزيز دورها كحلقات وصل جديدة بين الولايات المتحدة والصين، أو بين الصين وأوروبا وبلدان آسيوية أخرى”.

وفي ضوء الموقع الجغرافي الاستراتيجي لهذه الدول وقدرتها على تسهيل التجارة، فإنها أصبحت نقاط تقاطع حيوية. على الرغم من أنها تمثل 4٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلا أنها جذبت أكثر من 10٪، أي ما يقارب 550 مليار دولار، من الاستثمارات الخضراء منذ عام 2017.

وقد شهدت جميع هذه البلدان تسارعًا في التجارة العالمية بطريقة تفوق الاتجاهات السائدة على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقًا لتحليل بلومبرغ إيكونوميكس.

وتضيف بلومبرغ “أصبح المغرب، الذي يحتوي على أكبر احتياطي من الفوسفات في العالم، لاعبًا رئيسيًا في تحول صناعة السيارات العالمية، حيث يُعتبر هذا المعدن جزءًا أساسيًا في بطاريات السيارات الكهربائية، والتي تشهد نموًا سريعًا في الطلب”.

ولدى المملكة قطاع سيارات مزدهر، حيث تنتج مصانع رينو وستيلانتيس آلاف السيارات .

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى