تحديات سوق حديد التسليح في الصين بين ضعف الطلب وارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية

شهدت أسعار حديد التسليح في السوق الصيني تذبذبًا محدودًا قرب مستوى 2960 يوان للطن، بعد أن هبطت إلى أدنى سعر لها خلال تسعة أشهر عند 2920 يوان في 13 يونيو.
ويرجع هذا التراجع إلى ضعف الطلب على المعادن الحديدية، الذي فاق تأثير نقص المعروض، إضافة إلى زيادة الضغوط من الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب الصيني.
جاء ذلك في ظل تباطؤ قطاع البناء في الصين، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات (PMI) الصادر عن الجهاز الوطني للإحصاءات تراجعًا إلى أدنى مستوى خلال أربعة أشهر في مايو الماضي.
ويعود هذا الانخفاض جزئيًا إلى المخاوف المتزايدة من الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة، مما أثر سلبًا على استهلاك الصلب، إلى جانب ارتفاع مخزون الوحدات السكنية الجاهزة، ما قلل من الحاجة لإطلاق مشاريع سكنية جديدة، خاصة في ظل ضعف النشاط الموسمي خلال فصل الصيف.
وفي سياق متصل، رفعت الولايات المتحدة نسبة الرسوم الجمركية على واردات الصلب إلى 50%، مما أدى إلى زيادة الطلب على الواردات من مصادر أخرى وتوفر المعادن الحديدية في مراكز آسيوية رئيسية.
وقد استجابت الصين لهذه التحديات بإعلان نيتها خفض طاقات أفران الصلب ومصانع الإنتاج خلال العام الحالي، حيث توقعت شركة “باوستيل” انخفاضًا في الإنتاج يصل إلى 50 مليون طن.
هذه التطورات تعكس الضغوط المستمرة على سوق الصلب الصيني، الذي يحاول التوازن بين تحديات الطلب الخارجي والداخلي وسط بيئة تجارية دولية متقلبة.