الاقتصادية

Buddy.ai…كيف غزا تطبيق لتعليم الإنجليزية عقول الأطفال في أمريكا اللاتينية؟

في مدارس أمريكا اللاتينية، لا تزال اللغة الإنجليزية تمثل عقبة أمام طموحات الملايين من الأطفال. وعلى الرغم من اعتبارها مهارة ضرورية للانخراط في الاقتصاد العالمي، إلا أن تعلمها يظل بعيد المنال عن فئات واسعة من الطلاب، خصوصًا في ظل الفوارق التعليمية بين الدول.

فبينما تحقق المكسيك نسب إتقان أفضل، تعاني البرازيل من معدلات متدنية، حيث تقل بنحو 20% مقارنة بجارتها الشمالية.

الواقع أكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية التعليمية؛ فالفصول المزدحمة، ونقص المعلمين المؤهلين، وارتفاع تكلفة الدروس الخصوصية، كلّها عوامل تؤدي إلى فجوة تعليمية عميقة.

ووفقًا لتقديرات اليونسكو، فإن العالم سيحتاج إلى نحو 44 مليون معلم إضافي بحلول عام 2030، من بينهم 3 ملايين في أمريكا اللاتينية وحدها.

وسط هذه التحديات، ظهرت فكرة مبتكرة من قصة شخصية. ففي عام 2014، انتقل رائد الأعمال الروسي “إيفان كروكوف” إلى الولايات المتحدة، وواجهت ابنتاه تحديًا كبيرًا في التأقلم اللغوي داخل مدارس ناطقة بالإنجليزية، بعدما اعتادتا على الحديث باللغة الروسية.

لاحظ كروكوف أن إحدى بناته تعتمد على أداة تعليمية مملة تكرر إجابات مسجلة، ما أثار لديه الرغبة في تطوير وسيلة أكثر تفاعلية وإنسانية. وهكذا وُلد تطبيق Buddy.ai.

يعمل التطبيق كمُعلم افتراضي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، صُمم خصيصًا لمساعدة الأطفال على تعلم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية. يتميز باستخدام شخصيات متحركة تُجري محادثات واقعية، وتوفر تجربة تعليمية تحاكي التفاعل داخل الصف الدراسي، ولكن بشكل شخصي ومبسط.

التطبيق مزود بتقنية متقدمة للتعرف على كلام الأطفال، تم تطويرها استنادًا إلى أكثر من 25 ألف ساعة من تسجيلات صوتية، ما يجعله قادرًا على فهم اللهجات المختلفة ومستويات النطق المتنوعة بدقة.

حقق Buddy.ai نجاحًا لافتًا في أمريكا اللاتينية، لا سيما في البرازيل التي تُعد من أضعف دول المنطقة في إتقان اللغة الإنجليزية.

ففي الربع الأول من العام الماضي، سجّل التطبيق أكثر من مليون مستخدم جديد من البرازيل وحدها، ما يمثل حوالي 18% من جميع عمليات التسجيل الجديدة حول العالم.

كما أثبت التطبيق فعاليته في دعم أطفال المهاجرين داخل الولايات المتحدة، إذ ساعدهم على تخطي حواجز اللغة بسرعة أكبر، وفتح أمامهم باب الاندماج داخل بيئاتهم المدرسية والاجتماعية الجديدة.

منذ إطلاقه عام 2017، تجاوز عدد مرات تحميل Buddy.ai حاجز 50 مليون مرة. يستخدمه حاليًا أكثر من 20 مليون طفل سنويًا، بينهم 9 ملايين في أمريكا اللاتينية.

وفي أواخر العام الماضي، نجحت الشركة المطورة في إغلاق جولة استثمارية تأسيسية بقيمة 11 مليون دولار، في إشارة قوية إلى الثقة المتزايدة التي يوليها المستثمرون لهذا الحل المبتكر في معالجة أحد أكبر التحديات التعليمية في العالم.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى