تراجع حاد في استثمارات العملات الرقمية مع تصاعد القلق بشأن مسار الفائدة الأمريكية
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في العملات الرقمية موجة خروج قوية للأموال خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت تدفقات خارجة صافية بقيمة 360 مليون دولار، وفق تقرير صادر عن شركة CoinShares يوم الإثنين، وذلك في ظل حالة من الضبابية والقلق التي سيطرت على الأسواق بعد تصريحات حذرة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول.
على الرغم من قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير يوم الأربعاء، إلا أن باول أكد أن خفضاً إضافياً في ديسمبر “غير مضمون”، وهو ما دفع المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة، خاصة في ظل غياب البيانات الاقتصادية الرسمية نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي.
تحملت السوق الأمريكية العبء الأكبر من موجة التراجعات، حيث شهدت تدفقات خارجة بلغت 439 مليون دولار، بينما كانت صناديق البيتكوين الأكثر تضرراً بخسائر ضخمة وصلت إلى 946 مليون دولار خلال أسبوع واحد، في انعكاس مباشر لتزايد حذر المستثمرين من تقلبات السوق.
في المقابل، لفتت سولانا (Solana) الأنظار بتحقيق تدفقات قياسية بلغت 421 مليون دولار، لتسجل ثاني أكبر تدفقات أسبوعية في تاريخها، مدعومة بإطلاق صناديق متداولة جديدة (ETFs) في البورصة الأمريكية.
وبهذا الأداء، ارتفع إجمالي تدفقاتها منذ بداية العام إلى 3.3 مليارات دولار، ما يعزز موقعها كأحد أبرز المنافسين في سوق الأصول الرقمية.
كما سجلت منتجات إيثريوم (Ethereum) تدفقات إيجابية بقيمة 57.6 مليون دولار، رغم حالة الغموض التي ما تزال تسيطر على معنويات المستثمرين، في إشارة إلى وجود اهتمام مؤسسي متزايد بأصول البلوكشين الكبرى.
وتأتي هذه الخسائر بعد أسبوع قوي شهدت فيه صناديق الأصول الرقمية تدفقات داخلية بلغت 921 مليون دولار عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية في 24 أكتوبر، والتي جاءت أقل من التوقعات، مما دفع المستثمرين آنذاك إلى زيادة مراكزهم في الأصول الخطرة.
لكن مع تشديد لهجة الفيدرالي وغياب البيانات الاقتصادية، عادت الأسواق سريعاً إلى موجة من الحذر والتصحيح، لتؤكد أن شهية المخاطرة في سوق العملات الرقمية ما تزال رهينة السياسات النقدية الأمريكية.
