المغرب يسعى للريادة العالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر لتحقيق مستقبل طاقي مستدام

في إطار التحول العالمي نحو الطاقات المتجددة، بات الهيدروجين الأخضر يُعتبر بديلاً طاقيًا واعدًا للمستقبل، ويطمح المغرب لأن يكون في طليعة الدول الرائدة في هذا القطاع.

في عام 2021، اعتمدت المملكة استراتيجية طموحة للهيدروجين الأخضر، تهدف إلى إنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.

تحظى هذه الاستراتيجية بتأييد واسع من المنظمات الدولية المهتمة بالطاقات المتجددة، أبرزها منظمة الهيدروجين الأخضر (GH2)، التي عبرت عن دعمها للدول العربية، بما في ذلك المغرب، في سعيها لتحقيق الريادة في هذا المجال الحيوي، بالنظر إلى ما تمتلكه من موارد هائلة من الطاقة المتجددة.

وفي هذا الإطار، كشف جوناس موبيرج، الرئيس التنفيذي للمنظمة، عن أحدث التطورات في قطاع الهيدروجين الأخضر والتوقعات المستقبلية لهذا القطاع، مشيرًا إلى المغرب، مصر، والجزائر باعتبارهم من الدول الرائدة في هذا المجال مع إمكانيات تصدير قوية إلى أوروبا.

وأوضح موبيرج في مقابلة مع منصة “الطاقة” المتخصصة، أن منظمة الهيدروجين الأخضر تعمل في أكثر من 20 دولة حول العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الصين والهند وبعض الدول العربية مثل المغرب.

وتستهدف المنظمة تسريع إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر عبر قطاعات عدة، لا سيما تلك التي تشهد كثافة في الانبعاثات مثل صناعة الصلب، الأسمنت، الأسمدة، والنقل.

وأكد موبيرج على دور الهيدروجين الأخضر في مواجهة تحديات التغير المناخي وتقليص الانبعاثات الكربونية من قطاعات حيوية في الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن المنظمة تولي هذا المجال أولوية كبيرة في إطار الترويج للهيدروجين الأخضر على حساب الهيدروجين المشتق من الوقود الأحفوري.

من جانبها، تتبنى المنظمة ثلاث مبادرات رئيسة لتسريع هذا التحول، تشمل ضمان أن يكون الهيدروجين المنتج نظيفًا ومستدامًا، تسريع تراخيص المشاريع الجديدة، ودعم التشريعات والتمويلات اللازمة لإنشاء بيئة استثمارية داعمة للهيدروجين الأخضر.

وفي ختام حديثه، أشار موبيرج إلى أن المغرب يمتلك إمكانيات هائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بفضل موارده الضخمة من طاقتي الشمس والرياح. ويعكف المغرب على تطوير استراتيجيات وطنية تعزز من دوره المحوري في قطاع الهيدروجين الأخضر على المستوى العالمي.

وكان مجلس الطاقة العالمي قد أكد في تقرير له أن المغرب يعد من بين ست دول عالمية تمتلك إمكانات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، ما يعزز فرص المملكة في تحقيق 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.