أطلق المكتب الوطني للمطارات طلب عروض لبناء محطة ركاب جديدة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، في خطوة استثمارية ضخمة تصل قيمتها إلى 10 مليارات درهم دون احتساب الضرائب، لتكون نقطة تحول مهمة في مسار تطوير أكبر مطارات المغرب وتحويله إلى محور جوي دولي رائد.
المحطة المزمع تشييدها ستقام على مساحة 600 ألف متر مربع، بطاقة أولية لاستقبال 20 مليون مسافر سنوياً، مع إمكانية التوسع لتصل إلى 30 مليون مسافر. التصميم المعماري الفريد للمشروع يعتمد شكل حرف “H”، ويضم جناحين متصلين بمعالج مركزي، ويستفيد من تقنيات متقدمة لإدارة الأمتعة وتنظيم تدفقات الركاب واستخدام الجسور الهوائية.
ومن المخطط ربط المحطة مستقبلاً بخط القطار فائق السرعة الرابط بين طنجة ومراكش، ما يعزز التكامل بين النقل الجوي والسككي.
ويأتي هذا الطلب بعد إطلاق دعوة دولية لإبداء الاهتمام في مايو الماضي، لاختيار منشئ واحد أو تحالف شركات يتولى الدراسات التفصيلية وتنفيذ المشروع. التصميم الهندسي للمحطة من توقيع ائتلاف عالمي يضم Ala Concept وRSHP Architects وEgis Bâtiment International، فيما بلغت نسبة أشغال التهيئة العامة والترصيف، التي تتولاها شركة STAM، حوالي 40%.
ويتضمن المشروع تسعة حصص رئيسية تغطي مختلف أشغال البناء، مع تحديد آجال تنفيذ تصل إلى 40 شهراً. كما ستطرح البنى التحتية الملاحية والتهيئات الخارجية والمعدات المتخصصة في طلبات عروض منفصلة.
ومن أبرز مكونات المشروع إنشاء مدرج جديد وبرج مراقبة، مع اعتماد مقاربة وحدوية تركز على التصنيع المسبق لتسهيل التركيب، وترشيد الموارد، وتقليص النفايات، بما يوازن بين الأداء التشغيلي والسلامة والاستدامة.
ويؤكد المكتب الوطني للمطارات أن هذا الاستثمار الاستراتيجي سيدعم نمو شركة الخطوط الملكية المغربية، ويرفع القدرة الاستيعابية للشبكة الوطنية، مع أثر مباشر على التشغيل وتحفيز سلاسل القيمة المحلية، فضلاً عن تعزيز البعد الاقتصادي والسياحي للمنطقة.
ويشكل المشروع خطوة محورية في استراتيجية “مطارات 2030” التي تهدف إلى تطوير أداء وربط مطارات المملكة وفق أعلى المعايير الدولية.
