الاقتصادية

“وارن بافت”: هل يواجه سوق الأسهم أزمة أفكار أم هو بصدد خطة دفاعية؟

أثار قرار الملياردير الأمريكي وارن بافت بزيادة احتياطياته من السيولة النقدية إلى مستويات قياسية الكثير من التساؤلات بين المستثمرين، خاصة مع التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. فهل نفدت أفكار المستثمر الخبير، أم أنه يتبع استراتيجية دفاعية بعد ستة عقود من الاستثمار؟

أنهت شركة “بيركشاير هاثاواي” عام 2024 بحيازة نقدية ضخمة بلغت 334.2 مليار دولار، مقارنة بـ 325.2 مليار دولار في الربع الثالث من العام نفسه، وبزيادة ملحوظة تقدر بنحو 100% مقارنة بـ 167.6 مليار دولار في عام 2023.

هذه الزيادة في السيولة تثير التساؤلات حول دافع بافت وراء هذا التوجه.

على مدار الربع التاسع على التوالي، أظهرت “بيركشاير” أنها بائع صافٍ للأسهم، حيث باعت ما قيمته 143 مليار دولار من الأسهم في عام 2024، في حين اشترت أسهمًا بقيمة 9 مليارات دولار فقط. هذه الحركة لا تتماشى مع توقعات السوق التي تشير إلى إمكانية تعزيز استثمارات بافت في الأسهم.

رغم أن “بافت” أكد في خطابه السنوي على تفضيله للاستثمار في الأسهم، إلا أن “بيركشاير” لم تعد لشراء أي من أسهمها خلال الربعين الماضيين، وهو ما يتزامن مع ارتفاعات قياسية حققها مؤشر “إس آند بي 500”. هذه الحيرة تزيد من التساؤلات حول موقفه الدفاعي في ظل هذه الظروف.

من جهة أخرى، حققت شركة التأمين التابعة لبايفت 11.6 مليار دولار من دخل الفوائد في العام الماضي، بفضل حصتها في سندات الخزانة الأمريكية.

و تعكس هذه الاستثمارات استجابة من بافت لرفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في 2022، مما يعزز موقفه المالي بشكل جيد في الوقت الحالي.

من المتوقع أن يواصل بافت تعزيز استثماراته في أكبر خمس شركات للتداول في اليابان، والتي تضم مجموعة شركات “سوجو شوشا” (ميتسوبيشي يو إف جي، وميتسوي، وإيتوشو، وماروبيني، وسوميتومو)، حيث بلغت قيمة هذه الاستثمارات 23.5 مليار دولار في نهاية عام 2024.

7569a4eb 790c 4a16 896c 64fe10234a7b Detafour

هذا التوسع يعكس نظرة استراتيجية طويلة الأمد نحو أسواق جديدة.

أشاد “بافت” مؤخرًا بخليفته المحتمل “جريج أبل”، مشيرًا إلى مهاراته الاستثنائية في اختيار الأسهم. قد يرى البعض في هذا التصريح أن بافت يعد العدة لتسليم زمام القيادة لشخصية قد تكون أكثر استعدادًا للاستثمار في الفترة المقبلة.

يُظهر مؤشر بافت الذي يقيس نسبة القيمة السوقية لجميع الأسهم المتداولة إلى الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة أنه تجاوز حاليًا 200%، وهو مستوى وصفه بافت سابقًا بأنه “لعب بالنار”. هذه المؤشرات قد تكون دلالة على أن المستثمر الحكيم يستعد لتصحيح محتمل في الأسواق.

في ختام خطابه السنوي، أشار بافت إلى أن “في كثير من الأحيان، لا يبدو أي شيء مقنعًا، ونادرًا ما نجد أنفسنا غارقين في الفرص”.

هل يعني هذا أن أفكار بافت قد جفت بعد مسيرة حافلة بتوليد القيمة؟ أم أنه يستعد لمواجهة فرصة جديدة قد تأتي في وقت مناسب لتصحيح مسار الأسواق؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى