موسم أرباح الربع الأول لعام 2025..توقعات غولدمان ساكس وتحليل الأداء المستقبلي للأسواق

ينطلق هذا الأسبوع موسم إعلان أرباح الربع الأول من عام 2025، وسط توقعات حذرة أطلقتها مجموعة “غولدمان ساكس” بشأن آفاق الأرباح والأسواق.
فقد أشار استراتيجيو البنك الأميركي إلى مجموعة من الاتجاهات المهمة التي ينبغي على المستثمرين مراقبتها عن كثب، في ظل أجواء من الحذر والترقب.
تتوقع “غولدمان ساكس” نموًا محدودًا في ربحية السهم (EPS) لشركات مؤشر S&P 500 بنسبة 3% خلال عام 2025 و6% في عام 2026.
هذه التقديرات تأتي دون متوسط توقعات السوق، الذي يراهن على زيادات أكبر تصل إلى 10% و9% على التوالي، وأقل حتى من تقديرات محللي الأسهم الذين يرفعون سقف توقعاتهم إلى 9% و14%.
رغم التراجعات الحادة في الأسواق المالية، والتي فاقمتها إعلانات التعريفة الجمركية مطلع أبريل، بقيت تقديرات الأرباح المتوقعة شبه مستقرة، إذ لم تنخفض سوى بنسبة 2% منذ بداية العام. في المقابل، سجل مؤشر S&P 500 انخفاضًا وصل إلى 14% خلال الفترة ذاتها.
ترى “غولدمان ساكس” أن توسع هوامش الأرباح سيكون محدودًا، على عكس إجماع السوق الذي يتوقع وصولها إلى مستوى قياسي يتجاوز 12% هذا العام.
كما حذّر الاستراتيجيون من سيناريو هبوطي قد يشهد فيه المؤشر تراجعًا في الأرباح بنسبة تصل إلى 13%، مستندين إلى أنماط الانكماش خلال فترات الركود السابقة.
من المرتقب أن تعلن 87% من الشركات المدرجة في S&P 500 عن نتائجها بين 11 أبريل و9 مايو.
ويتوقع المحللون نموًا في ربحية السهم بنسبة 6% على أساس سنوي للربع الأول، وهو رقم أكثر تواضعًا مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 11%.
وتُرجح “غولدمان ساكس” أن تقدّم عدد أقل من الشركات توجيهات مالية واضحة للفترة المقبلة، مقارنة بالمعدلات التاريخية، مما يعقّد على المستثمرين عملية تقييم التوقعات المستقبلية.
في ظل غياب التوجيهات الرسمية، ينصح الخبراء بمتابعة مراجعات الإيرادات كمؤشر على الطلب، ومراجعات النفقات الرأسمالية لتقييم نوايا الشركات الاستثمارية. كما أن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يدفع الشركات إما لرفع أسعارها أو لتقبل تقلص هوامش أرباحها.
الاستراتيجيون يشيرون إلى أن الشركات التي تملك قدرة قوية على تسعير منتجاتها ستكون في موقع أفضل لمواجهة هذه التحديات، وقد أثبت التاريخ أن هذه الفئة من الأسهم تتفوق عادة خلال فترات الاضطرابات التجارية، كما حدث في 2018-2019.
توقعت “غولدمان ساكس” بقاء السوق في حالة من التذبذب، مشيرة إلى أن المخاطر على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي طالما ظل شبح الركود حاضرًا. ويظهر مؤشر المشاعر الخاص بالبنك حاليًا عند -2.5، وهو مستوى يُفسَّر غالبًا كفرصة تداول على المدى القصير.
ورغم هذا، يحذر البنك من أن الأسواق لم تُسعّر بشكل كامل خطر الركود بعد، مشيرًا إلى تجربة عام 2022 حين واصلت الأسواق تراجعها مع تفاقم المؤشرات الأساسية.