اقتصاد المغربالأخبار

شخصيات افتراضية تفتح آفاقًا جديدة في التواصل مع الشباب المغربي

في خطوة تهدف إلى كسر القيود التقليدية في التواصل مع الشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية، أطلقت مؤسسات مغربية رسمية وحزبية شخصيات افتراضية عبر الفضاء الرقمي، وذلك لتسهيل التواصل مع هذه الفئة الحيوية وتعزيز تأثيرها في الحقل السياسي.

في يناير الماضي، شهدنا إطلاق شخصيات افتراضية من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي وحزب الاستقلال، في محاولتين منفصلتين للتفاعل مع الشباب.

حزب الاستقلال قام بتصميم شخصيتين افتراضيتين هما “آمال” و”حكيم”، بينما قدم المجلس الاقتصادي والاجتماعي شخصية “رؤية”.

في أول فيديو نشره المجلس على فيسبوك، تحدثت شخصية “رؤية” قائلة: “السلام عليكم، أنا رؤية، شخصية افتراضية انضممت إلى فريق التواصل بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وسأوافيكم بأحدث مستجدات المجلس مثل رأيهم في الذكاء الاصطناعي”.

أما “آمال” و”حكيم”، فقد ظهرا في لقاء حزبي في العاصمة الرباط، قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العام المقبل، حيث قالا: “نحن أول مناضلين رقميين في المغرب، وقد تم تصميمنا باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل حزب الاستقلال، وهدفنا تقديم مبادرة تهدف إلى صياغة عقد اجتماعي للشباب يشمل رؤيتهم لمستقبل المغرب”.

الاتفاق المشترك بين التجربتين هو استهداف الشباب المغربي وتقديم توجهات وأفكار المؤسسات بشكل مبتكر، إلى جانب تحفيزهم على المشاركة السياسية والانخراط في النقاشات حول قضاياهم واحتياجاتهم.

و تأتي هذه المبادرات في سياق تزايد استخدام الشباب المغربي للمنصات الرقمية في مقابل تراجع مشاركتهم في الأنشطة السياسية التقليدية.

قالت مليكة حيان، البرلمانية عن حزب الاستقلال، إن الهدف من المبادرة هو “تأسيس أول مناضلين رقميين في المغرب لتعزيز التواصل بين الحزب والمواطنين، خاصة الشباب”.

وأكدت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الشخصيات الافتراضية يساعد في “تقريب الأنشطة السياسية من الشباب وإقناعهم بجدوى العمل السياسي”. وأضافت أن “آمال” و”حكيم” أعلنا عن عقد اجتماعي يهدف إلى صياغة برنامج اجتماعي لصالح الشباب، مع إشراكهم في وضع السياسات العامة.

دراسة حديثة لمؤسسة “سونرجيا” أوضحت أن حوالي 80% من المغاربة يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، مما يعكس أهمية هذه المبادرات في الوصول إلى جمهور واسع ومتفاعل. وتصدرت منصات مثل “واتساب” و”فيسبوك” قائمة المنصات الأكثر استخدامًا في المغرب.

من جهته، رأى غسان بلشهب، الباحث في مجال التواصل الرقمي، أن إطلاق هذه الشخصيات الافتراضية يمثل خطوة مبتكرة لجذب اهتمام الشباب، الذين أصبحوا يتفاعلون بشكل يومي مع المحتوى الرقمي.

ومع ذلك، أضاف بلشهب أن نجاح هذه المبادرات يتطلب أكثر من مجرد شخصيات افتراضية؛ بل يحتاج إلى إستراتيجية تواصل رقمي شاملة، مع محتوى مستمر يتفاعل مع اهتمامات الشباب ويعكس قضاياهم الحقيقية.

وأشار إلى أن هذه الشخصيات يجب أن تتجاوز الأسلوب الدعائي التقليدي للمؤسسات والأحزاب، وأن تركز على بناء الثقة مع الشباب وتعزيز مصداقيتها، خاصة في ظل أزمة الثقة القائمة بين السياسيين والشباب.

وأكد بلشهب على أهمية أن تكون هذه الشخصيات الافتراضية شفافة في ما تقدمه وأن تتيح فرصًا حقيقية للشباب للمشاركة في الحوارات السياسية.

وأوضح أن التحدي الأساسي يكمن في توفير محتوى يلبي توقعات الشباب ويواكب التوجهات العالمية في مجال التكنولوجيا.

وأضاف أن هذه المبادرات يجب أن تكون مصحوبة بإصلاحات ملموسة من قبل المؤسسات، لضمان تأثير إيجابي وفعالية في جذب الشباب إلى العمل السياسي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى