الجزائر تُوقف واردات القمح من فرنسا وتمنح روسيا الصدارة في السوق

أعلنت الجزائر عن إيقاف كامل وارداتها من القمح الفرنسي، ما فتح الباب أمام اختراق روسي حاسم في السوق الجزائرية الاستراتيجية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “لوبينيون” الفرنسية.
أفاد المصدر ذاته أن روسيا أصبحت الآن تزود الجزائر بما يقرب من 90% من احتياجاتها من القمح، وهو ما أدى إلى تراجع فرنسا إلى المركز الثاني بعد عقود من هيمنة بلا منافس على سوق الحبوب الجزائرية.
منذ عشر سنوات، كانت فرنسا المورد الرئيسي للحبوب إلى الجزائر، ولكن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تدهورًا تدريجيًا، ليصل الأمر إلى ذروته في أكتوبر 2024، حينما قررت السلطات الجزائرية استبعاد الشركات الفرنسية رسميًا من عطاءات استيراد القمح. حيث تم فرض شرط صريح ينص على عدم قبول أي حبوب ذات أصل فرنسي.
هذا التحول الكبير منح روسيا فرصة لترسيخ مكانتها بشكل قوي في أحد أكبر أسواق الحبوب في منطقة البحر الأبيض المتوسط. إلا أن الجزائر لا تزال تعاني من البيروقراطية وسوء الإدارة من قبل السلطات المحلية، ما قد يؤثر على استقرار السوق.
وتتوقع التقارير أن تصل الصادرات الفرنسية إلى الجزائر إلى الصفر بحلول عام 2025، ما يعزز تفوق روسيا في هذا القطاع. وتعتمد زيادة الصادرات الروسية على عدة عوامل لوجستية وتقنية، بما في ذلك تحسين البنية التحتية للموانئ الروسية على البحر الأسود وبحر قزوين.
وهذا التحسين أسهم بشكل كبير في تقليص أوقات التسليم وتعزيز فعالية سلسلة الخدمات اللوجستية، ما ساعد في تسهيل التجارة مع شمال إفريقيا.