إقبال متزايد على الأداء بواسطة الهاتف المحمول بالمغرب

شهدت طرق الأداء بالمغرب تحولا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، مع بروز حلول مبتكرة للأداء الإلكتروني، ومنها الدفع بواسطة الهاتف المحمول

وتوفر هذه الحلول مزايا جديدة للمستخدمين، حيث تتيح إجراء المعاملات بشكل آني ودفع الفواتير، بل وتحويل الأموال، بشكل فوري وآمن، دون الحاجة إلى أكثر من هاتف ذكي وارتباط بالإنترنت

وبفضل سهولة استخدامها أصبحت هذه الحلول من بين طرق الأداء غير المادية الأكثر انتشارا في المغرب. غير أن اللجوء إلى الأداء بواسطة الهاتف المحمول يظل ضعيفا جدا، حيث بلغ عدد المحافظ الإلكترونية بالمغرب حاليا 8 ملايين محفظة

وقد تم اتخاذ العديد من التدابير لتشجيع اعتماد الأداء بواسطة الهاتف المحمول، حيث تم منح حوافز ضريبية وإطلاق حملات تحسيسية لهذا الغرض

وتهدف هذه المبادرات إلى تخفيض نسبة التعامل نقدا في الاقتصاد الوطني إلى أدنى حد ممكن، بهدف إدماج جميع الفاعلين الاقتصاديين، وتسريع المبادلات وتحسين الأداء العام للاقتصاد المغربي

وفضلا عن سلاسته، يمكن الأداء بواسطة الهاتف المحمول من تتبع المعاملات، وبالتالي يسهل مكافحة الاحتيال والتهرب الضريبي. كما تشجع طريقة الأداء هذه الإدماج المالي، الأمر الذي يتيح لمن لا يستطيعون الولوج إلى الخدمات البنكية التقليدية مشاركة أكبر في الاقتصاد

كما يساهم اعتماد الأداء بواسطة الهاتف المحمول في الحد من تداول النقود، بما ينطوي عليه من تكلفة كبيرة

ورغم المزايا المتعددة التي يوفرها الأداء بواسطة الهاتف المحمول، يظل التعامل نقدا راسخا في الثقافة المغربية، إذ يعد مرادفا للثقة والأمن بالنسبة لعدد كبير من المتعاملين. وما يزال الانتقال من الأداء نقدا إلى الدفع بواسطة الهاتف المحمول يثير تساؤلات بشأن أمن المعاملات وسرية المعطيات الشخصية في مواجهة الجرائم السيبرانية

وحسب المدير العام لمركز النقديات، رشيد سايحي، فإن انتشارا أسرع لتقنية الأداء بواسطة الهاتف المحمول يبقى رهينا بجعل المستخدم واثقا من آمان رصيد محفظته الإلكترونية ومتأكدا من إمكانية تعبئته للشراء أو تحويله إلى قيمة نقدية في كل حين وفي أي مكان بالمغرب

و يعتبر الدفع بواسطة الهاتف المحمول تقنية واعدة يمكن أن تساهم في تطوير الاقتصاد المغربي وتحسين حياة المواطنين
حيث هناك العديد من المزايا التي يوفرها الدفع بواسطة الهاتف المحمول، بما في ذلك السرعة والسهولة والأمان

ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها، بما في ذلك المقاومة الثقافية والأمن السيبراني