الوجهة القادمة للاستثمار: لماذا تتجه الأنظار إلى الاقتصادات الناشئة؟

يشير مفهوم “الاقتصاد الناشئ” إلى اقتصاد دولة نامية تشهد تقدمًا مستمرًا في الانفتاح على الأسواق العالمية مع تقدم نموها.
و تتميز هذه الاقتصادات بوجود بعض السمات المشابهة للأسواق المتقدمة مثل تسارع النمو الاقتصادي وارتفاع الدخل الفردي، ولكنها ما زالت بعيدة عن استيفاء كافة معايير الأسواق المتطورة.
تبدأ الاقتصادات الناشئة عادة من مرحلة اقتصادية منخفضة الدخل ومعتمدة على الأنشطة الزراعية، ثم تتحول تدريجيًا إلى اقتصاد صناعي يتميز بمستوى معيشة أعلى.
تتجه هذه البلدان إلى تحديث بنيتها الاقتصادية والاجتماعية، وتركز على التحول الصناعي بدلاً من الاقتصاد الزراعي التقليدي.
من أبرز الأمثلة على الأسواق الناشئة: الهند، المكسيك، روسيا، الصين، والبرازيل. هذه الدول تجذب الأنظار بفضل نموها السريع وفرصها الاستثمارية.
يبحث المستثمرون عن الأسواق الناشئة لتحقيق عوائد مرتفعة نظرًا للنمو السريع في الناتج المحلي الإجمالي.
ومع ذلك، تترافق هذه الفرص مع مخاطر عالية مثل عدم الاستقرار السياسي، مشاكل البنية التحتية، تقلبات أسعار العملات، ونقص السيولة في بعض الأسواق المالية.
تواجه الأسواق الناشئة عدة مخاطر تشمل تقلبات السوق، قلة كفاءة المؤسسات التنظيمية مقارنة بالدول المتقدمة، وعدم وجود أسواق مالية سائلة ومستقرة.
كما أن العديد من الشركات الكبرى قد تظل مملوكة للقطاع العام أو الخاص، مما يعقّد عملية الاستثمار فيها.
تتمتع الأسواق الناشئة عادة ببنية تحتية متطورة، تشمل أنظمة مالية وأسواق مالية تنافسية.
كما أن تبني هذه الاقتصادات للإصلاحات وتحسين المؤسسات الحكومية يعزز النمو المستدام. تعتمد الحكومات في هذه الدول على استراتيجيات مثل النمو القائم على التصدير والابتكار الصناعي لتحفيز النمو.
تسعى الحكومات في هذه الاقتصادات إلى استراتيجيات صناعية تجارية تهدف إلى تسريع النمو، خاصة من خلال تشجيع التصدير وتحفيز التصنيع المحلي.
هذا التحول الاقتصادي يتطلب استثمارات محلية في مجالات التعليم والبنية التحتية، بالإضافة إلى إصلاحات قانونية لحماية حقوق الملكية.
تُعتبر الأسواق الحدودية أصغر حجماً من الأسواق الناشئة، حيث تتميز بمستوى دخل منخفض وقلة السيولة. ورغم أنها تقدم فرصًا استثمارية، فإنها تعتبر أكثر خطورة مقارنة بالأسواق الناشئة.
تختلف التصنيفات العالمية للاقتصادات الناشئة حسب المعايير المعتمدة، مثل مستوى الدخل ومعدل النمو.
يمكن تصنيف الدول في هذه الفئة بطرق متعددة من قبل منظمات مثل صندوق النقد الدولي أو مؤسسة مورجان ستانلي.
قد تُزال الدول من هذه التصنيفات إما بترقيتها إلى اقتصادات متقدمة أو بتخفيض تصنيفها.
تظل اقتصادات الأسواق الناشئة توفر فرصًا استثمارية كبيرة بالنظر إلى معدلات النمو المرتفعة، لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر تتطلب إدارة استثمار حكيمة.
مع تحوّل هذه الاقتصادات إلى نماذج صناعية متقدمة، ستزداد قوتها في النظام الاقتصادي العالمي، مما يعزز جاذبيتها للاستثمار طويل الأجل.