علي بابا تطلق منصتها في المغرب لتعزيز الصادرات ودعم رواد الأعمال
أطلقت منصة “علي بابا” الصينية للتجارة الإلكترونية عملياتها في المغرب أمس الأربعاء ، في خطوة تهدف إلى تعزيز صادرات الشركات المغربية إلى أسواق جديدة، خاصة في أميركا الشمالية.
وبذلك يصبح المغرب أول بلد أفريقي يدخل ضمن قائمة الدول التي تشملها هذه المنصة العملاقة، التي اختارت شريكًا محليًا لتطوير العمل في المملكة.
منصة “علي بابا” تعمل حالياً على دراسة إمكانية إطلاق صفحة خاصة بالمغرب في المستقبل، ولكن هذه الخطوة تبقى مرهونة بتعاون الجهات الحكومية المعنية بتعزيز وتنمية الصادرات .
في سياق هذا التوسع، نظمت “علي بابا” أول لقاء لها في المغرب مع مجموعة من الشركات المحلية ومسؤولي الوكالات الحكومية المعنية بالتجارة والصادرات.
وتُعد “علي بابا” أكبر منصة للتجارة بين الشركات (B2B) في العالم، حيث تضم 47 مليون مستخدم نشط من شركات تمثل 200 دولة ومنطقة.
شهدت السنوات الأخيرة تزايد اهتمام الشركات الصينية بالمغرب، حيث أعلنت بعض منها عن استثمارات ضخمة في قطاع صناعة السيارات الكهربائية، وذلك في إطار سياسة تهدف إلى نقل مواقع الإنتاج إلى خارج الصين، بالقرب من أسواق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي مناطق تربطها مع المغرب اتفاقيات تجارة حرة.
عدد الشركات المغربية التي تستخدم منصة “علي بابا” حالياً لا يتجاوز ثلاثين شركة.
وفي هذا السياق، أكد جيانكارلو باستانو، مدير المنصة في منطقة أوروبا، أن هناك ضرورة لتوسيع قدرة الشركات المغربية، خاصة المتوسطة والصغيرة، على زيادة صادراتها إلى الأسواق الدولية، لاسيما في أميركا الشمالية، التي تعد السوق الأكبر بالنسبة للمشترين على المنصة.
تقدّر قيمة سوق التجارة بين الشركات (B2B) بنحو 23.9 تريليون دولار على مستوى العالم، حيث يتخصص هذا السوق في المواد الأولية أو الكميات الكبيرة من المنتجات.
بينما يبلغ حجم سوق التجارة بين الشركات والمستهلك النهائي (B2C) نحو 3.8 تريليون دولار، وفقًا للبيانات التي قدمتها “علي بابا” خلال اللقاء مع الجهات المغربية في الدار البيضاء.
و حسب المعطيات الرسمية، فإن أكثر من 60% من الصادرات المغربية موجهة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، بينما تسعى المملكة لتوسيع وجهات صادراتها إلى دول أخرى في أفريقيا وأميركا وآسيا والخليج.
وعن دوافع اختيار المغرب كأول بلد أفريقي لإطلاق المنصة، قال باستانو إن المملكة تتمتع بعدد من العوامل التي تجعلها وجهة مثالية لهذه الخطوة، أبرزها التنوع الصناعي وجودة المنتجات المغربية التي تحظى بسمعة جيدة في الأسواق الدولية.
وأضاف أن موقع المغرب الاستراتيجي وبنيته التحتية المتطورة، مثل ميناء طنجة المتوسط الذي يعد أكبر ميناء للحاويات في المنطقة المتوسطية، يلعب دورًا مهمًا في جذب الاستثمارات والتجارة العالمية.
اختارت “علي بابا” شركة “Clementia” لتكون شريكًا محليًا في المغرب، حيث أوضح رضا شرايبي، الرئيس التنفيذي للتقنية في الشركة، أن هذه الشراكة تتيح للشركات المغربية فتح متاجر رقمية على منصة “علي بابا” والتواصل مع مشترين من مختلف أنحاء العالم، مما سيسهم في تنويع وزيادة صادراتها.
تعد هذه المبادرة خطوة هامة نحو تعزيز التجارة الإلكترونية في المغرب، وتفتح آفاقًا جديدة للشركات المغربية لتوسيع نطاق أعمالها والوصول إلى أسواق عالمية متنوعة.