رونالدو ينتقل من الملعب إلى يوتيوب: دوافع الانضمام وخطط التقاعد المستقبلية

أطلق “كريستيانو رونالدو” لاعب نادي “النصر” السعودي قناته الخاصة على موقع “يوتيوب” وحطم الأرقام القياسية على المنصة بالفعل، لأنه وصل إلى مليون مشترك في 90 دقيقة فقط، وبلغ عدد مشتركي القناة التي تحمل اسم “UR Cristiano” أكثر من 10 ملايين في أقل من يوم.

وانضم “رونالدو” إلى “يوتيوب” في الثامن من يوليو، وفقًا للسيرة الذاتية الموضحة على القناة، لكنه نشر أول مقطع للفيديو هذا الأسبوع، واحتفل بنمو مشتركي قناته السريع في مقطع فيديو عبر حسابه على “إنستجرام”، وهو يعرض اللوحة الذهبية التي يمنحها “اليوتيوب” للمميزين على منصته “Creator Award“.

سلسلة إنجازات قياسية

يضيف لاعب كرة القدم البرتغالي بذلك إلى قائمة إنجازاته، لأنها ليست المرة الأولى التي يسجل فيها أرقاما قياسية سواء داخل أرض الملعب أو خارجها، لأن “رونالدو” يتمتع بقاعدة هائلة من الجماهير المخلصة والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحتى بعيدًا عن “يوتيوب”، حصد عددًا هائلاً من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يضم حسابه على منصة “إكس” أكثر من 112.6 مليون متابع وصفحته على “فيسبوك” 170 مليون متابع، كما أنه بالفعل الشخص الأكثر متابعة على “إنستجرام” مع ما يزيد على 636 مليون متابع.

ووصل عدد مشتركي قناته على “يوتيوب” حتى صباح الثالث والعشرين في أغسطس إلى أكثر من 30 مليون مشترك .

ما الجديد الذي سيضيفه العالم الرقمي للنجم؟

من المقرر أن تقدم قناته على منصة “يوتيوب” لمحة عن حياة نجم كرة القدم ولاعب “مانشستر يونايتد” و”ريال مدريد” و”يوفنتوس” السابق، ومشاركة المحتوى الذي لا يقتصر على الرياضة فقط بل عن العائلة والتغذية وتعليمه وغيرها.

وصرح “رونالدو” -الرياضي الأعلى أجرًا في العالم لهذا العام- عند إعلان إطلاق القناة: لطالما استمتعت بعلاقة قوية مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي وتمنحني قناتي على “يوتيوب” منصة أكبر للقيام بذلك وسيعلمون المزيد عني وعن عائلتي وآرائي حول العديد من الموضوعات المختلفة.

 بلغت مدة معظم مقاطع الفيديو التي نشرها حوالي 3 دقائق أو أقل وتركز إما على شخص “رونالدو” أو عائلته وأسلوب حياته، وحصدت ما يزيد على 50 مليون مشاهدة.

ويؤكد هذا النمو السريع مدى تأثير نجم عالم كرة القدم وخاصة بين الجماهير الأصغر سنًا الذين نشأوا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشير إلى أن الرياضي -البالغ من العمر 39 عامًا- يدرك قوة اقتصاد المبدعين ويصمم لاستخدامه لصالح تعزيز مكانته وتاريخه.

هذا إلى جانب إمكانية جني أموال طائلة من “يوتيوب”، إذ ذكر موقع “Thikific” أن منشئي المحتوى على المنصة يربحون عادة ما يتراوح بين دولارين إلى 12 دولارًا لكل ألف مشاهدة.

وعلاوة على ذلك يسمح نموذج تقاسم الإيرادات على “يوتيوب” لصناع المحتوى بالحصول على 55% من عائدات الإعلانات، بينما تحتفظ المنصة بالنسبة المتبقية.

 وربما ينافس “رونالدو” في المستقبل مع نجوم مثل “مستر بيست” الذي يجمع أكثر من 400 مليون مشاهدة على مقاطع الفيديو الخاصة به، ويمكنه تحقيق ما يصل إلى 5 ملايين دولار شهريًا من عائدات الإعلانات فقط.

هل يفكر “رونالدو” في التقاعد؟

على الرغم من أن الحديث عن التقاعد أمر طبيعي، وبالتأكيد سيعتزل اللاعب كرة القدم في مرحلة ما سواء مع منتخب البرتغال أو حتى تمامًا، ولكن “رونالدو” يرى أن الفجوة العمرية بينه وبين زملائه هي في الواقع أمر يدفعه للاستمرار.

وفي بداية هذا العام، قال “رونالدو” مازحًا عن اللحظة التي سينهي فيها مسيرته الكروية: بالطبع سيكون ذلك قريبًا، أي أعني 10 سنوات أخرى، ثم ضحك قائلاً: لا أنا أمزح، لا أعرف، دعنا نرى.

صرح اللاعب الشهير بـ “CR7” في مقابلة أجريت معه في مايو من هذا العام في بودكاست “Whoop” أن العمل الذي قام به طوال مسيرته يحفزه على الاستمرار في سن 39 عامًا.

وأضاف: أشعر بالفخر لبلوغي هذا العمر وما زلت أنافس على أعلى مستوى، إنه أمر رائع ويعطيني الدافع للاستمرار، قائلاً: ليس من السهل أن تكون على هذا المستوى وأن تستمر في التحفيز وتسجيل الأهداف وأن تكون في حالة جيدة وتنافس الأسود الشابة القادمة، إنهم عندما يلعبون ضدي يريدون أن يظهروا لي أنهم أقوى وأسرع مني، لذا يجب الاستعداد جيدًا ليس جسديًا فقط ولكن عقليًا أيضًا. هذا هو التحدي.

ورغم الحديث عن اعتزاله على المستوى الدولي، إذ كانت هناك الكثير من التكهنات بأن كأس العالم 2022 ستكون المشاركة الأخيرة له مع البرتغال، لكنه قاد منتخب بلاده في بطولة يورو 2024 رغم أنها كانت في النهاية مخيبة للآمال بالنسبة له.

لكن ألمح “رونالدو” أنه سيستمر في اللعب مع البرتغال بعد خروج المنتخب من بطولة يورو 2024 بركلات الترجيح في ربع النهائي على يد منتخب فرنسا.

وذكر المدير الفني لمنتخب البرتغال “روبرتو مارتينيز” حينها أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان “رونالدو” قد لعب آخر مباراة له مع بلاده، قائلاً: نحن نعاني الهزيمة كفريق، لا توجد قرارات فردية في هذه المرحلة.

وسواء كان “رونالدو” لديه خطة مدروسة للاعتزال أو التقاعد أو أنه لا يفكر في ذلك الأمر مطلقًا، فبلا شك أنه حقق إحدى أكبر قصص النجاح في تاريخ كرة القدم على مستوى العالم، ولا يزال يواصل تحقيق الإنجازات لمنتخب بلاده ومع نادي “النصر” و في العالم الرقمي.