انخفض سعر بتكوين لفترة وجيزة دون 63 ألف دولار مع حالة سائدة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية وبدء شركة “جينيسيس” (Genesis) توزيع الأصول المشفرة على الدائنين بعد الانتهاء من إعادة هيكلة مرتبطة بالحماية من الإفلاس.
تراجعت أكبر عملة مشفرة بنسبة تبلغ 3.5% إلى 62411 دولاراً بعد أن أثار تقرير التوظيف الأميركي لشهر يوليو مخاوف من أن أكبر اقتصاد في العالم يواجه خطر الركود. انخفضت العملات الأصغر حجماً والأقل تداولاً مثل “سولانا” و”كاردانو” بصورة أكبر.
أوضح دان دوليف، كبير محللين في “ميزوهو سيكيوريتيز” (Mizuho Securities): “لا تمثل بتكوين ملاذاً آمناً كما يأمل الكثير من الأشخاص. في حالة ارتفاع معدل البطالة وخسارة الأشخاص وظائفهم، فسيتعين عليهم بيع رموزهم المشفرة”.
الحماية من الإفلاس
قالت “جينيسيس” إنها بدأت في إجراء توزيعات 4 مليارات دولار تقريباً من الأصول المشفرة والدولارات للدائنين وفق خطة بموجب الفصل الحادي عشر للحماية من الإفلاس. قالت شركة تحليل بلوكتشين “أركهام” (Arkham) في منشور على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” إن المحافظ المشفرة المرتبطة بـ”جينيسيس تريدينغ” نقلت نحو 1.4 مليار دولار من بتكوين و520 مليون دولار من “إيثريوم” اليوم.
تأثرت أسواق العملات المشفرة سلبياً الأسابيع الأخيرة جراء مخاوف من أن الكثير من الرموز المشفرة ستدخل السوق في وقت واحد بما يتجاوز حجم طلب المستثمرين. بدأ الوصي المسؤول عن إدارة عملية الإفلاس لبورصة “إم تي. غوكس” (Mt. Gox) في توزيع الرموز المشفرة على الدائنين وشرعت الحكومة الألمانية في بيع العملات المشفرة المصادرة من الأنشطة الإجرامية.
ذكر محللون أن بتكوين تعرضت أيضاً بصورة مباشرة لمزيد من التقلبات جراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، بالنظر إلى موقعها المحتمل بوصفها أصلاً آمناً وضمن تعهد رئيسي لحملة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
قال ماثيو جراهام، المؤسس والشريك الإداري في شركة “رايز لابس” (Ryze Labs): “في الأجل القريب، توجد عدة عوامل تؤثر في الوقت الراهن على سعر بتكوين، بما في ذلك احتمال تخفيض أسعار الفائدة، وإمكانية فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتأثير المحتمل لإعادة صياغة سياسات العملات المشفرة في حال فوز كامالا هاريس. تقيّم السوق بدقة احتمالية وعواقب مثل هذا التحول في السياسات”.
تراجع مستمر
سجل الرمز المشفر بالفعل انخفاضاً مستمراً من مستوى 70 ألف دولار في الأيام التي سبقت اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أمس، إذ اختار صناع السياسة النقدية تثبيت أسعار الفائدة. يدل هذا على أن أسواق العملات المشفرة قد تتوقع هبوط أوسع في السوق قبل حدوث التخفيض، وفق ليوي ويانغ، كبير خبراء اقتصاد “بي آي تي ماينينغ” (BIT Mining).
أضاف: “تدخل السوق مرحلة العزوف عن المخاطرة إذ يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة. باتت بتكوين حالياً أكثر أهمية وسط الاستثمارات الرئيسية في هذه الفئة مقارنة بما كان عليه الأمر من قبل، مع نضج سوق صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة والمشهد التنظيمي للقطاع”.
رغم ذلك، فإن تقلب الرمز المشفر يظهر أنه لا يمكن الاعتماد على مثل هذه الإشارات. اختتم يانغ: “عموماً، فإن توافر سيولة من الأموال الساخنة في السوق لا تُعد كافية حتى الآن لدعم سوق صاعدة بصورة كاملة، وهو الأمر الذي قد يتحقق مع تراكم تخفيضات أسعار الفائدة”.
