كيف استعادت آبل لقب الشركة الأكبر في العالم؟ .. وهل يستمر الصراع الثلاثي مع مايكروسوفت وإنفيديا؟
استعادت شركة “آبل” صدارة قائمة أكبر الشركات حول العالم من حيث القيمة السوقية لفترة وجيزة الأسبوع الماضي، بعد تفوقها على “مايكروسوفت” و”إنفيديا” في الصراع القوي على اللقب.
ونجحت صانعة جوالات “أيفون” في التغلب على العديد من المصاعب التي دفعت سهم الشركة للتراجع بقوة في أول أربعة أشهر من العام الحالي.
استعادة الصدارة من جديد
– تصدرت شركة “آبل” قائمة أكبر الشركات حول العالم بنهاية جلسة الخميس الماضي، لتتفوق على “مايكروسوفت” للمرة الأولى منذ شهر يناير الماضي.
– ارتفعت القيمة السوقية لشركة “آبل” إلى 3.285 تريليون دولار بنهاية جلسة الخميس، لتتجاوز قيمة “مايكروسوفت” البالغة 3.282 تريليون دولار في نفس الفترة.
– سجل سهم صانعة جوالات “أيفون” في الأسبوع الماضي أكبر موجة صعود لثلاث جلسات متتالية منذ أغسطس 2020، بعدما ارتفع بحوالي 11%.
– أضافت “آبل” نحو 320 مليار دولار إلى قيمتها السوقية في جلسات الثلاثاء والأربعاء والخميس مجتمعة، وهو ما يتجاوز قيمة كثير من الشركات المدرجة في مؤشر “إس آند بي 500”.
– كانت جلسة الثلاثاء الماضي هي الأبرز لسهم “آبل”، حيث صعد السهم بأكثر من 7%، لتضيف الشركة نحو 215 مليار دولار إلى قيمته السوقية، في أكبر صعود منذ عام 2022.
– في إجمالي الأسبوع الماضي، ارتفع سهم “آبل” بنحو 8%، ليغلق جلسة الجمعة عند مستوى 212.4 دولار.
– قلص سهم صانعة جوالات “أيفون” مكاسبه المسجلة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حينما وصل لمستوى قياسي جديد عند 220 دولار.
تعافٍ من الخسائر
– جاءت مكاسب سهم “آبل” في الفترة الأخيرة لتكون بمثابة تحول كبير من التراجع الذي سجله السهم خلال أول أربعة أشهر من هذا العام.
– في جلسة التاسع عشر من أبريل الماضي، وصل سهم “آبل” إلى أدنى مستوياته هذا العام عند 165.8 دولار، ما كان يشير إلى هبوط يتجاوز 10% منذ بداية العام الجاري.
– تعرضت “آبل” لحالة من الشك من قبل العديد من المحللين والمستثمرين، بفعل تخلف الشركة عن السباق المشتعل مؤخرًا على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، والذي دفع أسهم شركات مثل “مايكروسوفت” و”إنفيديا” لتحقيق طفرات سعرية كبيرة هذا العام.
– كما ساهم الانخفاض المستمر في إيرادات “آبل” خلال الفترة الأخيرة في إثارة حالة من القلق في أوساط المستثمرين بشأن آفاق أعمال الشركة المصنعة لجوالات “أيفون”.
– شهدت “آبل” انخفاضًا في إيرادات الربع المالي الثاني للشركة والمنتهي في مارس الماضي بنحو 4.3%، لتسجل خامس تراجع في أخر ستة فصول.
– تعاني الشركة الأمريكية من مشكلة رئيسية تتمثل في تركز معظم الإيرادات على مبيعات “أيفون” والتي لا تزال تشكل حوالي 55% من إجمالي إيرادات الشركة.
– انخفضت مبيعات جوالات “أيفون” في الربع المالي الماضي إلى 45.9 مليار دولار مقابل 51.3 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.
– أشار مسح صادر عن “بلومبرج إنتليجنس” إلى أن تراجع مبيعات “أيفون” يأتي مع عدم قيام المستهلكين بشراء النسخ الأحدث من الجوال كما اعتادوا القيام به سابقًا، حيث يفضل مالكو “أيفون” حالياً الاحتفاظ بجوالاتهم لفترة أطول.
– رغم الارتفاع المستمر في إيرادات قطاع الخدمات لدى “آبل” والتي سجلت 23.8 مليار دولار في الربع المالي الثاني، فإنها لا تزال تمثل 26% فحسب من إجمالي مبيعات الشركة.
– لم تتوقف مشكلات “آبل” في أول أربعة أشهر من العام الجاري على هذا الحد فحسب، حيث ساهم تراجع مبيعات “أيفون” في الصين والولايات المتحدة، والمشكلات القانونية حول سياسة متجر “آب ستور” في أوروبا في وضع ضغوط سلبية على السهم.
– كما قررت الشركة في نهاية فبراير الماضي التخلي عن مشروع تصنيع سيارة كهربائية ذاتية القيادة، بعد 10 سنوات تقريبًا من العمل على المشروع.
عوامل داعمة للتعافي
– لكن مع نهاية شهر أبريل الماضي، نجح سهم “آبل” في بدء رحلة التعافي، بعد تفوق نتائج الأعمال الفصلية على توقعات المحللين.
– حققت الشركة الأمريكية أرباحًا بقيمة 1.53 دولار لكل سهم، بأفضل من التوقعات البالغة 1.50 دولار، بالإضافة إلى تسجيل إيرادات 90.75 مليار دولار، ما يتجاوز التقديرات عند 90.01 مليار دولار.
– رفعت الشركة أيضًا توزيعات الأرباح الفصلية على المساهمين بنسبة 4% لتصل إلى 25 سنتًا لكل سهم.
– كما أعلنت “آبل” في مايو الماضي خطة لإعادة شراء أسهمها بقيمة 110 مليارات دولار، وهو أكبر برنامج من نوعه في تاريخ “وول ستريت”.
– على جانب آخر، رغم انخفاض مبيعات “أيفون” في الصين بنسبة 8% في الربع المالي الثاني للشركة، فإنه يظل أفضل من توقعات “وول ستريت” التي كانت تشير إلى هبوط 13%.
– قررت “آبل” – في خطوة غير معتادة – خفض أسعار بيع جوالاتها في الصين، للتعامل مع التحديات المتمثلة في تصاعد المنافسة مع العلامات التجارية المحلية في بكين، بالإضافة إلى تأثير التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين على أعمالها.
– تعافت مبيعات “أيفون” في الصين بشكل أكبر خلال شهر أبريل الماضي، لتشير تقديرات الأكاديمية الصينية للمعلومات وتكنولوجيا الاتصالات إلى ارتفاع الشحنات بنحو 52% على أساس سنوي لتسجل 3.489 مليون وحدة.
عالم الذكاء الاصطناعي
– استمر تعافي سهم “آبل” بعد مؤتمرها الأخير للمطورين هذا الشهر، والذي كشف في العرض التقدمي عن التركيز الذي طال انتظاره على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
– أعلنت الشركة الأمريكية عقد شراكة مع “أوبن إيه إي” لتقديم خدمات “شات جي بي تي” مع المساعد الشخصي “سيري Siri“، حيث سيمتلك مستخدمو “أيفون” وصولاً إلى روبوت الذكاء الاصطناعي بدون تفعيل حساب.
– كما كشفت “آبل” عن إطلاق خدمات الذكاء الاصطناعي والتي تحمل اسم ” آبل إنتليجنس”، والتي ستتضمن تخصيص الإشعارات أو إنشاء رسومات مخصصة لجهات الاتصال والرموز التعبيرية المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
– رغم أن الحدث لم يلق إعجاب كل مستثمري “آبل”، فإنه تضمن أمرًا رئيسياً يتمثل في ضمان أن ميزات الذكاء الاصطناعي ستعمل فقط على طرازات “أيفون 15 برو” والإصدارات الأحدث.
– من شأن تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي أن يدعم إقبال العملاء على الجيل التالي من أجهزة “أيفون”.
– يستخدم حوالي 10% فقط من عملاء “آبل” حالياً طرازي “أيفون برو” و”أيفون برو ماكس”، ما قد يدعم دورة ترقية جديدة للمستخدمين من خلال شراء الجوالات الأحدث التي تحتوي على خصائص الذكاء الاصطناعي.
– قال “وامسي موهان” المحلل في “بنك أوف أمريكا” إنه من المرجح أن يؤدي إطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي إلى دفع دورة متعددة السنوات من الاستبدال السريع لأجهزة “أيفون” من قبل المستهلكين، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط أسعار البيع.
– من المتوقع أن تصدر “آبل” جوالها الجديد “أيفون 16” في وقت لاحق من هذا العام، مع تقديرات بأن يحتوي على شريحة من الجيل التالي أقوى لمعالجة الذكاء الاصطناعي، ما قد يدعم اتجاه المستهلكين لاستبدال جوالتهم القديمة بالطراز الأحدث.
– أشار “موهان “إلى أنه يتوقع ارتفاع مبيعات “أيفون” إلى 247 مليون وحدة في العام المالي 2025 و257 مليون في العام 2026، وهو ما يتجاوز متوسط توقعات الأسواق.
– كما أشار محللو “إيفركور” إلى أن تقييد ميزات “آبل إنتليجنس” على أجهزة “أيفون” المبيعة خلال العام الأخير يضيف إلى القناعة بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في إطلاق دورة فائقة جديدة لجوالات “آبل”.
صراع ثلاثي على القمة
– لكن حتى مع التعافي القوي والمستويات القياسية التي سجلها سهم “آبل” مؤخرًا، لا تزال مكاسب السهم أقل كثيرًا من بقية شركات التكنولوجيا الكبرى.
– ارتفع سهم “آبل” بحوالي 11% منذ بداية العام الجاري، ما يعتبر تحسنًا كبيرًا مقارنة بأدائه المسجل في أول أربعة أشهر من هذا العام.
– لكن وتيرة صعود سهم صانعة “أيفون” أقل من معدل ارتفاع مؤشر “ناسداك” بنسبة 16% منذ بداية هذا العام، كما تقل عن أسهم التكنولوجيا الأخرى مثل “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت” و”ميتا”.
– بينما لا تزال “إنفيديا” تحلق في مقدمة شركات التكنولوجيا الكبرى بمكاسب تتجاوز 160% منذ بداية العام الجاري.
– ارتفع سهم “إنفيديا” بنحو 9% في الأسبوع الماضي، ليحقق مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي، مع ارتفاع القيمة السوقية للشركة إلى 3.249 تريليون دولار.
– بينما حقق سهم “مايكروسوفت” ارتفاعًا 4.4% الأسبوع الماضي ليسجل مستوى قياسيا جديدا، بقيمة سوقية 3.288 تريليون دولار.
– يتواصل الصراع بين شركات “آبل” و”مايكروسوفت” و”إنفيديا” على صدارة قائمة أكبر الشركات العالمية، مع حقيقة أن الشركات الثلاث تتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار.
– تبادلت الشركات الثلاث المراكز في قائمة الأكبر في العالم هذا العام، حيث تصدرت “مايكروسوفت” القائمة منذ شهر يناير الماضي، كما أزاحت “إنفيديا” شركة “آبل” من المرتبة الثانية في وقت سابق من هذا الشهر، قبل أن تستعيد “آبل” صدارة القائمة لفترة وجيزة الأسبوع الماضي.
– تبلغ القيمة السوقية للشركات الثلاث نحو 9.796 تريليون دولار، ما يعادل أكثر من 20% من إجمالي قيمة مؤشر “إس آند بي 500”.
– يرى “دان إيفر” المحلل في “ويدبوش” أن الشركات الثلاث تتسابق الآن لدخول نادي الـ 4 تريليونات دولار، والذي قد يتم الوصول إليه في العام المقبل، بفضل تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.