الين الياباني يتراجع مع تحسّن شهية المخاطرة… وترقّب لرفع الفائدة في اجتماع بنك اليابان

شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات الجمعة في الأسواق الآسيوية، متجهاً نحو تسجيل أول خسارة في ثلاثة أيام أمام الدولار الأميركي، في ظل تحسّن معنويات المستثمرين عالمياً وتراجع الطلب على العملات الآمنة، وعلى رأسها الين.

يأتي هذا التراجع في وقت يترقّب فيه المستثمرون اجتماع بنك اليابان المركزي الأسبوع المقبل، حيث تشير التوقعات إلى احتمال رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وتركّز الأسواق بشكل خاص على تصريحات المحافظ كازو أويدا، بحثًا عن ملامح واضحة لمسار السياسة النقدية خلال عام 2026.

و أظهر الين ضعفًا أمام الدولار في جلسة اليوم، إذ ارتفع سعر صرف الدولار بنسبة 0.15% إلى 155.77 ين، مقارنة بسعر افتتاح بلغ 155.58 ين، بينما لامس أدنى مستوى عند 155.45 ين.
وكانت العملة اليابانية قد سجّلت يوم الخميس مكاسب بلغت 0.3% أمام العملة الأميركية، مستفيدة من تراجع الدولار عقب نبرة أقل تشددًا في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.

واصلت بورصة وول ستريت تسجيل مستويات قياسية جديدة، مدعومة بخفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، في خطوة عززت شهية المخاطرة ودفعت المستثمرين نحو الأصول ذات العائد الأعلى.

وفي إطار إدارة السيولة، أعلن الاحتياطي الفيدرالي بدء شراء سندات حكومية قصيرة الأجل اعتباراً من 12 ديسمبر، بصفقة أولية تبلغ 40 مليار دولار، إضافة إلى نحو 15 مليار دولار سيعيد ضخّها في سندات الخزانة من عائدات السندات المدعومة بالرهن العقاري.

و على الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنحو 0.1% خلال تعاملات الجمعة، معوّضاً جزءاً من خسائره بعد هبوطه إلى أدنى مستوى في شهرين عند 98.13 نقطة. وجاء هذا الانتعاش مدعوماً بعمليات شراء من مستويات منخفضة وترقّب المستثمرين لمزيد من المؤشرات حول توجه الفيدرالي في عام 2026.

تراجع الين اليوم يبرز مدى حساسية أسواق العملات لتغيرات الشهية الاستثمارية العالمية، في وقت تتكثف فيه التساؤلات حول مستقبل السياسة النقدية اليابانية. وبين تفاؤل أسواق الأسهم وضبابية أسعار الفائدة الأميركية، يبدو أن الين يتجه نحو مرحلة جديدة من التقلبات مع اقتراب اجتماع بنك اليابان المرتقب.