الين الياباني ينتعش مع تراجع الدولار وسط أجواء هادئة بعد اتفاق وقف إطلاق النار

شهد الين الياباني ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات صباح الثلاثاء في السوق الآسيوية، متجهًا نحو أول مكسب له في أربعة أيام أمام الدولار الأمريكي، مدعومًا بعمليات شراء من مستويات منخفضة بعد أن لامس أدنى مستوى له في ستة أسابيع.

ويأتي هذا التعافي وسط ضعف العملة الأمريكية نتيجة تحسن واضح في شهية المخاطرة بالأسواق العالمية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما هدأ من التوترات الجيوسياسية التي كانت تضغط على معنويات المستثمرين.

في إعلان أثار ردود فعل عالمية، كشف ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” عن توصل الطرفين، بوساطة قطرية وتنسيق أمريكي، إلى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار يبدأ تنفيذه تدريجياً خلال 24 ساعة.

وأوضح أن إيران ستبدأ بوقف إطلاق النار، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة، على أن تعلن نهاية “حرب الـ12 يومًا” رسميًا في اليوم التالي.

الرئيس الأمريكي أثنى على “شجاعة الطرفين”، وخص أمير قطر بالشكر على دوره الحاسم في إنجاز الاتفاق، مؤكداً أن ذلك حال دون اندلاع حرب شاملة كان من شأنها زعزعة استقرار المنطقة برمتها.

تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.6% ليصل إلى 145.29 ينًا، مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 146.13 ينًا، بعد أن لامس أعلى مستوى خلال اليوم عند 146.17 ينًا.

يأتي هذا الارتفاع بعد ثلاث جلسات من التراجع للين، حيث سجل أمس الاثنين خسارة طفيفة بنسبة 0.1% وأدنى مستوى له في ستة أسابيع عند 148.03 ينًا، نتيجة التوترات العسكرية الأخيرة.

رغم هذا التعافي، لا تزال السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني تميل إلى الحذر، إذ خفّض السوق من احتمالات رفع أسعار الفائدة في يوليو المقبل، بانتظار صدور بيانات اقتصادية حاسمة حول التضخم، الأجور، والبطالة في ثالث أكبر اقتصاد عالمي.

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.3%، مواصلاً خسائره لليوم الثاني على التوالي، مبتعدًا عن أعلى مستوياته في أربعة أسابيع عند 99.42 نقطة.

وجاء هذا التراجع مدفوعًا بتحسن المعنويات في الأسواق وعمليات جني أرباح بعد الارتفاعات الأخيرة، إلى جانب التفاؤل المتزايد بشأن استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط.

قال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات في بنك أستراليا الوطني: “من الواضح أن هذه التطورات الإيجابية عززت شهية المخاطرة في الأسواق. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لفهم تفاصيل الاتفاق وشروط وقف إطلاق النار بشكل أعمق لمعرفة ما إذا كان يمثل بداية لسلام دائم أم مجرد تهدئة مؤقتة.”

عادت الأسواق لتلتقط أنفاسها مع تهدئة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ما أعطى دفعة قوية للين الياباني وأدى إلى تراجع الدولار، في وقت تترقب فيه الأسواق مؤشرات اقتصادية جديدة قد تحدد توجهات السياسة النقدية القادمة في كل من الولايات المتحدة واليابان.