تقدم ملموس في إنشاء محطة تخزين الحبوب الجديدة بميناء الدار البيضاء لتعزيز الأمن الغذائي

تشهد أشغال بناء محطة جديدة لتخزين الحبوب في ميناء الدار البيضاء تطوراً ملحوظاً، ضمن مشروع استراتيجي يهدف إلى رفع القدرات اللوجستيكية للميناء، وتمكينه من استقبال سفن كبيرة الحجم، بالإضافة إلى تقديم خدمات متطورة لتخزين وتفريغ الحبوب بكفاءة عالية.
ويأتي هذا المشروع ضمن توجه وطني لتحديث البنية التحتية للموانئ المغربية، في إطار تعزيز سلسلة التوريد الخاصة بالحبوب، خصوصاً مع تزايد الطلب الداخلي على المنتجات الزراعية المستوردة، وحفاظ المملكة على أمنها الغذائي وتقليل الاعتماد على اللوجستيات الخارجية.
تشمل أعمال البناء تعميق الأرصفة في الرصيف المعروف بـ “السلسلة 30” ليصل عمقه إلى 12 متراً، ما يتيح استقبال سفن “بوست باناماكس” ذات الحمولة التي تتجاوز 60 ألف طن. كما تتقدم أعمال تجهيز الصوامع ومنشآت التخزين وفق أحدث المعايير التقنية والمعايير الدولية.
ومن المتوقع أن توفر المحطة الجديدة قدرة تفريغ تصل إلى 1,200 طن في الساعة، مع سعة تخزين إجمالية تقارب 68 ألف طن من الحبوب. كما ستكون مرتبطة بشكل مباشر بشبكات النقل السككي والطرقي، مما سيساهم في تسريع عمليات التوزيع وتقليل تكاليف النقل بشكل ملموس.
ويبلغ حجم التمويل المخصص لهذا المشروع حوالي 335 مليون درهم، منها 182 مليون درهم موجهة لتطوير البنية التحتية الأساسية، بينما تخصص باقي الموارد لتجهيزات التفريغ والتخزين ونظم المراقبة والتحكم.
وأكدت مصادر مختصة أن المحطة الجديدة ستساعد في تخفيض تكاليف الاستيراد بشكل كبير، وتعزز من مكانة ميناء الدار البيضاء كمركز إقليمي محوري في تداول الحبوب على مستوى حوض المتوسط وإفريقيا.
من المتوقع أن تنتهي الأشغال خلال الأشهر المقبلة، على أن تدخل المحطة الخدمة قبل نهاية السنة الجارية، مما سينعكس إيجاباً على تحسين تدبير تدفقات السلع الفلاحية، وخلق فرص عمل جديدة، وتقوية السيادة الغذائية والاقتصادية للمغرب.