شهدت أسواق الحبوب في بورصة شيكاغو تقلبات ملحوظة خلال تعاملات الثلاثاء، وسط تفاعل مع عوامل متعددة أبرزها الظروف الجوية في الولايات المتحدة، التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتغيرات في أسعار الطاقة والوقود الحيوي.
وقد ساهمت هذه العوامل في رفع أسعار فول الصويا والقمح، بينما تأرجحت أسعار الذرة تحت وطأة ضغط العوامل المناخية.
ارتفعت عقود فول الصويا تسليم نوفمبر بنسبة 0.7% لتستقر عند 10.67 دولار للبوشل، بدعم من قوة أسعار زيت الصويا في السوق وارتفاع أسعار النفط.
ومع ذلك، يبقى ارتفاع الأسعار محدودًا بسبب ضعف الطلب العالمي والمنافسة الحادة في سوق الحبوب الدولية، إضافة إلى حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية.
و سجل زيت الصويا تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.3% ليبلغ 54.95 سنتًا للرطل، متأثرًا بجني الأرباح من قبل بعض المستثمرين بعد موجة مكاسب مدفوعة بارتفاع النفط الخام.
ويُستخدم زيت الصويا في صناعة الوقود الحيوي، مما يجعله حساسًا لحركة أسعار النفط التي ارتفعت مؤخرًا بسبب التوترات بين إيران وإسرائيل.
انخفضت أسعار الذرة بنسبة 0.06% إلى 4.35 دولارات للبوشل، مع تحسن الأحوال الجوية في المناطق الزراعية الأميركية الرئيسية، وهو ما ينعكس سلبًا على توقعات الأسعار.
ومع ذلك، ساهمت بيانات التصدير القوية في الحد من الخسائر، حيث بلغت صادرات الذرة الأميركية 1.67 مليون طن متري، وهو رقم تجاوز توقعات السوق.
وعلى صعيد العقود الآجلة، ارتفعت عقود الذرة تسليم ديسمبر عند التسوية بنسبة 0.9% إلى 4.38 دولار للبوشل.
أشارت بيانات حكومية أميركية إلى تحسن تقييم محصول الذرة لهذا الموسم، ليُصنّف ضمن الأفضل مقارنة بالسنوات الأخيرة.
في المقابل، سُجل تراجع في جودة محاصيل فول الصويا، ما قد يشكل تحديًا إضافيًا للسوق إذا استمرت الظروف الجوية السلبية.
ارتفعت عقود القمح تسليم سبتمبر بنسبة 2.4% لتسجل 5.65 دولار للبوشل، مدفوعة بتأخر عمليات الحصاد في الولايات المتحدة، إذ لم يُحصَد سوى 10% من محصول القمح الشتوي، مقارنة بمتوسط خمس سنوات يبلغ 16%. ورغم هذا الدعم، لا تزال ضغوط الموسم تحدّ من مكاسب الأسعار.
في فرنسا، توقعت وزارة الزراعة انتعاشًا قويًا في إنتاج الشعير الشتوي وبذور اللفت لعام 2025، بعد موسم سابق تضرر بفعل الأمطار الغزيرة، مما قد يعزز المعروض في السوق الأوروبية ويؤثر على الأسعار العالمية للحبوب.
أفاد متعاملون بأن صناديق الاستثمار كانت في وضع شراء صافٍ لعقود زيت الصويا يوم الإثنين، في حين سجلت صافي بيع في عقود الذرة، القمح، دقيق الصويا، وفول الصويا، مما يعكس حالة من الحذر والترقب في السوق وسط استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاوف المناخية.
تُظهر هذه التحركات أن أسواق الحبوب تظل شديدة التأثر بالتقلبات السياسية، تغيرات الطقس، وأوضاع الطاقة العالمية، ما يُبقي المستثمرين في حالة ترقب دائم لأي إشارات جديدة قد تعيد تشكيل خريطة الأسعار في الأسابيع المقبلة.
