انتعاش سوق الأسهم الكورية الجنوبية مع فوز لي جاي-ميونغ وتعزيز ثقة المستثمرين

شهد مؤشر الأسهم الكوري الجنوبي “كوسبي” ارتفاعاً ملحوظاً، مع ترقب دخول السوق مرحلة صاعدة بعد إعلان فوز لي جاي-ميونغ في الانتخابات الرئاسية، مما أنهى فترة طويلة من الفراغ السياسي استمرت عدة أشهر.

قفز المؤشر بنسبة 2.4% خلال جلسة الأربعاء، ليزيد مكاسبه منذ أدنى مستوى سجله في أبريل الماضي إلى أكثر من 20%. ويدفع المستثمرون بثقة نحو الأسهم التي من المتوقع أن تستفيد من خطة الإصلاح الاقتصادي التي يعتزم لي تنفيذها.

تصدر قطاع الشركات القابضة والمؤسسات المالية وأسهم شركات الوساطة قائمة الأسهم الرابحة، مع توقعات قوية بإطلاق تعديلات تشريعية مبكرة تهدف إلى تعزيز عوائد المساهمين وتحفيز النمو الاقتصادي.

وعلى صعيد العملة المحلية، ارتفع الوون الكوري بنسبة 0.4% مقابل الدولار، مواصلاً مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي. في المقابل، شهدت السندات الحكومية تراجعاً في الأداء، حيث ارتفع عائد سندات العشر سنوات بنحو 9 نقاط أساس، وسط مخاوف من زيادة المعروض نتيجة سياسة مالية توسعية متوقعة من الإدارة الجديدة.

أزال فوز لي جاي-ميونغ أحد أكبر مصادر عدم اليقين السياسي الذي كان يؤثر على السوق، بعد فترة من التوترات والأحكام العرفية التي فرضها الرئيس السابق يون سوك يول العام الماضي.

الآن، تتجه الأنظار نحو سياسات لي الاقتصادية التي تشمل زيادة الإنفاق الحكومي، وتحسين حوكمة الشركات، وتعزيز حقوق العمال، فضلاً عن جهود إنهاء مفاوضات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.

يُذكر أن الاقتصاد الكوري شهد انكماشاً في الربع الأول من العام، ما يعكس التحديات الاقتصادية التي واجهها قبل زيادة الرسوم الجمركية الأميركية في أبريل.

رغم حالة عدم اليقين السياسي والتباطؤ الاقتصادي، أظهرت الأسهم الكورية والوون قدرة كبيرة على الصمود، حيث تفوقا على معظم الأسواق الآسيوية هذا العام. وقد لعبت إقالة الرئيس السابق دوراً في دعم العملة المحلية، التي تُعد من أفضل العملات أداءً في المنطقة.

قال شون أوه، متداول في “إن إتش إنفستمنت آند سيكيوريتيز”، إن “التركيز الأكبر سيكون على الرئيس الجديد لي جاي-ميونغ، حيث من المتوقع أن تتفاعل الأسواق مع التزاماته بتحسين حوكمة الشركات”.

ارتفع مؤشر “كوسبي” بنسبة 15% خلال عام 2025، مع زيادة تفاؤل المستثمرين بعد فترة هبوط تسببت فيها المخاوف من الرسوم الجمركية الأميركية.

وخلال حملته الانتخابية، أعلن لي هدفه الطموح برفع “كوسبي” إلى 5000 نقطة، وهو رقم يعكس التزامه بتطوير سوق الأسهم الكورية والتغلب على ما يُعرف بـ”خصم كوريا” في تقييم الأسهم المحلية.