المغرب يستثمر تقنية CRISPR لتعزيز زراعته ومواجهة تحديات المناخ
في خطوة علمية رائدة، نجحت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في المغرب في تطوير تقنية “كريسبر” لتعديل الجينات، بهدف تعزيز المرونة الزراعية ومواجهة تحديات المناخ في شمال أفريقيا.
هذا الإنجاز يضع المغرب في طليعة الدول الأفريقية في مجال تحرير الجينوم، ويحمل بشائر ثورة زراعية قادرة على تحسين الأمن الغذائي في القارة السمراء.
تعتمد تقنية “كريسبر” على تعديل الحمض النووي للنباتات والحيوانات بدقة عالية، مما يساعدها على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، مثل الجفاف وتغير المناخ.
وتتميز هذه التقنية بسرعة وفعالية أكبر من الطرق التقليدية للهندسة الوراثية، حيث تسمح بإجراء تعديلات جينية محددة بدقة، دون إدخال مواد وراثية غريبة إلى الكائن الحي.
وقد تم تطبيق تقنية “كريسبر” بنجاح على زراعة الموز في شرق أفريقيا، حيث ساهمت في مكافحة ذبول الموز من خلال إزالة جين يساعد في العدوى البكتيرية.
كما تعمل هذه التقنية على تعزيز المحتوى الغذائي للمحاصيل، مما يساهم في حل مشكلة “الجوع الخفي” في أفريقيا.
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها تقنية “كريسبر”، إلا أنها تواجه بعض التشكك العام، حيث يتم تصنيفها أحياناً بشكل خاطئ ككائنات معدلة وراثياً. لذلك، يؤكد العلماء على أهمية تحسين التواصل وتثقيف الجمهور حول فوائد هذه التقنية، وتوضيح أنها تختلف عن الهندسة الوراثية التقليدية.
تواجه أفريقيا تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي، بسبب الجفاف وتغير المناخ والصراعات. وتشير توقعات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية المزمن بحلول عام 2030 سيكونون في القارة السمراء.
لذلك، يأتي تطوير تقنية “كريسبر” في المغرب كخطوة هامة نحو مواجهة هذه التحديات، وتحسين الأمن الغذائي في أفريقيا.
يبقى هذا الإنجاز العلمي المغربي بارقة أمل لمستقبل الزراعة في أفريقيا، وقدرة “كريسبر” على إحداث ثورة في هذا المجال، وتحسين حياة الملايين من الناس.