منظمة التجارة العالمية : التصاعد الجمركي يُهدد مستقبل التجارة العالمية

أطلقت منظمة التجارة العالمية تحذيرًا من تدهور حاد في آفاق التجارة الدولية، نتيجة التصعيد في السياسات الحمائية التي تقودها الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها فرض تعريفات جمركية مرتفعة، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية التي تُغذي حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية.
وفي تقريرها الصادر بعنوان “آفاق وإحصاءات التجارة العالمية”، توقعت المنظمة أن ينكمش حجم تجارة السلع عالميًا بنسبة 0.2% خلال هذا العام، قبل أن يتعافى تدريجيًا بنمو يُقدّر بـ2.5% في العام المقبل، إذا ما استقرت الأوضاع.
وفيما يتعلق بتجارة الخدمات، والتي عادة ما تكون في مأمن من الرسوم الجمركية، أشار التقرير إلى أنها ستتأثر أيضًا بالإجراءات الأمريكية، إذ خفضت المنظمة توقعاتها لنمو هذا القطاع من 5% إلى 4% لهذا العام.
وحذرت المنظمة من سيناريو أكثر تشاؤمًا، يتمثل في تراجع تجارة السلع بنسبة قد تصل إلى 1.5% في حال استمرار التصعيد في النزاعات التجارية، ما سيُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصادات التي تعتمد بشكل كبير على التصدير.
وبحسب أرقام المنظمة، فقد سجلت تجارة السلع نموًا بنسبة 2.9% خلال العام الماضي، بينما توسعت تجارة الخدمات بنحو 6.8%، مما يجعل التباطؤ المتوقع هذا العام مثيرًا للقلق.
وعبّرت المنظمة عن قلقها من اتساع نطاق الإجراءات الجمركية الأمريكية، والتي قد تُقوّض علاقات التجارة بين الولايات المتحدة وباقي شركائها الدوليين، مما يُفاقم من حدة التوترات التجارية عالميًا.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن التعريفات الجمركية المتبادلة قد تخفض نمو التجارة العالمية بنسبة 0.6%، فيما قد تُساهم حالة عدم اليقين في السياسات التجارية بخفض إضافي بنسبة 0.8%، ليصل إجمالي الانكماش المحتمل في تجارة البضائع العالمية إلى 1.5% خلال هذا العام.