شركة Embraer تختار المغرب لبناء منظومة صناعية للطيران والدفاع

في خطوة تعكس تصاعد مكانة المغرب كمحور صناعي في مجال الطيران، استقبلت مدينة الدار البيضاء في أبريل 2025 وفدًا رفيع المستوى من شركة Embraer البرازيلية.
وتأتي هذه الزيارة ضمن مسار تفعيل اتفاق إطاري تم توقيعه في أكتوبر 2024، يُرتقب أن يستقطب استثمارات تفوق مليار دولار في أفق 2035.
تهدف Embraer من خلال هذه المبادرة إلى تقييم القدرات المحلية في مجالات الإنتاج والصيانة والتكوين، تمهيدًا لإنشاء منظومة صناعية متكاملة تتوافق مع معاييرها الدولية.
وتتضمن هذه المنظومة مرافق مخصصة لصيانة الطائرات (MRO)، وبرامج تكوين مهني بالتعاون مع مؤسسات مغربية، إلى جانب تطوير حلول في مجالات الطيران المدني والدفاع والتنقل الجوي الحضري.
وتلعب الخطوط الملكية المغربية (RAM) دورًا محوريًا في هذا المشروع، لا سيما مع خطتها الطموحة لتوسيع أسطولها إلى 200 طائرة بحلول عام 2038.
وهو ما يفتح الباب أمام إدماج طائرات Embraer من طراز E195-E2 لتغطية الطلب المتزايد على الرحلات الإقليمية والمحلية، وتحقيق كفاءة أكبر في التشغيل من خلال تقليص تكاليف الصيانة عبر المرافق المزمع إنشاؤها محليًا.
على صعيد التعاون العسكري، أبدى المغرب اهتمامًا متزايدًا بطائرة C-390 Millennium متعددة المهام، كبديل عصري لطائرات C-130 Hercules.
وتتميز C-390 بقدرات فائقة تشمل السرعة (470 عقدة)، وإمكانية حمل تصل إلى 26 طنًا، مما يشكل إضافة نوعية لأسطول القوات الجوية الملكية. ورغم أن المغرب انضم رسميًا إلى الدول التي تعتمد هذا الطراز، لا تزال المفاوضات جارية بشأن شروط التصنيع المحلي وبرامج التعويضات الصناعية المرتبطة بها.
يُعزز هذا التعاون مع Embraer من مكانة المغرب كمركز صناعي عالمي في قطاع الطيران، خاصة بعد أن تجاوزت صادرات الصناعات الجوية المغربية 24 مليار درهم في عام 2024، ليُضيف بعدًا جديدًا للشراكة مع الفاعلين العالميين، وعلى رأسهم Airbus وBoeing، ويعكس التزام المغرب بتوسيع آفاق التعاون الجنوبي–الجنوبي في الصناعات المتقدمة.