“رايان إير” تُقلص عملياتها في إسبانيا وتتجه نحو المغرب
قررت شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة “رايان إير” تقليص عملياتها في إسبانيا، وتحويل جزء من أسطولها الجوي إلى دول أخرى تشجع على النمو، في مقدمتها المغرب.
جاء هذا التحرك ردًا على الرسوم المرتفعة التي يفرضها مشغل المطارات الإسباني “Aena”، والتي اعتبرتها الشركة غير مبررة وتعوق نمو القطاع.
“رايان إير”، التي تعد من أبرز شركات الطيران في أوروبا، أكدت أنها ستلغي بعض مساراتها داخل إسبانيا، مثل الرحلات إلى خيريث وبلد الوليد، كما ستقلل عدد الرحلات من فيغو، وسانتياغو دي كومبوستيلا، وسرقسطة، وسانتاندير، ومطار أستورياس.
هذا التوجه يعني تقليص الطاقة التشغيلية بنسبة 18%، مما يترجم إلى فقدان حوالي 800,000 مقعد مقارنة بالموسم الصيفي الماضي.
وأعلنت الشركة عن إعادة توجيه طائراتها نحو وجهات تدعم النمو وتوفر بيئة أعمال جاذبة، من أبرزها المغرب، وإيطاليا، والسويد، والمجر، حيث تعتمد الحكومات هناك سياسات مرنة تشجع على الاستثمارات.
ويعكس هذا التحول التأكيد على أن المغرب أصبح وجهة رئيسية للاستثمارات الجوية، خاصة مع التسهيلات التي تقدمها الحكومة لدعم شركات الطيران منخفضة التكلفة وتشجيع السياحة.
يتميز المغرب بموقع جغرافي استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا، ما يعزز جاذبيته كمركز رئيسي لشركات الطيران التي تسعى لدخول أسواق جديدة ذات إمكانات نمو عالية.
وتوفر الحكومة المغربية حوافز قوية لشركات الطيران، من خلال تقليص الرسوم وتوقيع اتفاقيات استراتيجية تسهم في تسهيل حركة النقل الجوي.
هذا التحول في استراتيجية “رايان إير” يحمل رسالة واضحة مفادها أن المناخ الاقتصادي والسياسي في المغرب قادر على جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاع النقل الجوي.
بينما تواجه بعض الدول الأوروبية تحديات تنظيمية وارتفاع الرسوم، يواصل المغرب بناء نموذج اقتصادي مرن يجمع بين تحفيز الاستثمار والانفتاح على الأسواق العالمية.
وتستمر جهود الحكومة المغربية في تطوير البنية التحتية وتعزيز جاذبية الوجهات السياحية، مما يجعل المملكة في موقع مثالي للاستفادة من التحولات العالمية في صناعة الطيران.
يظل الرهان اليوم على قدرة المغرب في تعزيز مكانته كمركز إقليمي ودولي للنقل الجوي والسياحة، مستفيدًا من هذه التوجهات الجديدة.