الاقتصادية

توترات تجارية بين أوروبا وأمريكا تهدد الاقتصاد الأوروبي وتعيد ترتيب الأولويات

تشهد العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حالة من إعادة التقييم الحذرة، وسط تهديدات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على واردات الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا، وهو ما أثار موجة من القلق حيال تأثير ذلك على اقتصادات أوروبا، لا سيما مع قرب إعلان نتائج أرباح الشركات الأوروبية للربع الثاني من العام.

في خطوة أثارت استنفارًا دبلوماسيًا، هدد ترامب بفرض التعريفات الجمركية ابتداءً من الأول من غشت ، ما دفع رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” إلى التحذير من اتخاذ إجراءات مضادة رداً على تلك الخطوة.

وصفت مؤسسة “جولدمان ساكس” هذه الخطوة بأنها “مفاجئة”، معتبرة أنها أعادت إشعال المخاوف حول مستقبل اقتصاد منطقة اليورو، الذي كان يشهد أجواء إيجابية بفضل مفاوضات تجارية سابقًا اعتبرت بنّاءة.

و من جهتها، توقعت تحليلات اقتصادية صادرة عن “باركليز” انكماش النشاط الاقتصادي الأوروبي على المدى القريب نتيجة هذه الضغوط.

يشكل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معًا ما يقرب من 30% من التجارة العالمية للسلع والخدمات، كما يشكلان نحو 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ففي 2024، بلغت قيمة التجارة بين الطرفين حوالي 1.7 تريليون يورو، أي ما يعادل أكثر من 5 مليارات يورو يوميًا، متجاوزة حجم اقتصاد إسبانيا بأكمله.

ويعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لما يقارب 80 دولة، حيث تصدر سوق التجارة العالمية للسلع والخدمات بنسبة 16.1% في 2023، متفوقًا على الصين والولايات المتحدة.

كما يعتمد أكثر من 30 مليون وظيفة داخل الاتحاد الأوروبي، أي حوالي وظيفة من كل سبع وظائف، على الصادرات خارج التكتل.

وفي عام 2024، سجل الاتحاد الأوروبي فائضًا بقيمة 200 مليار يورو في تجارة السلع مع الولايات المتحدة، مقابل عجز بحوالي 150 مليار دولار في قطاع الخدمات، مما يترك ميزانًا تجاريًا إيجابيًا بقيمة 50 مليار دولار تقريبًا.

وتبلغ الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين الجانبين أكثر من 5.3 تريليون يورو، وهو مبلغ يفوق الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا وإيطاليا مجتمعين.

في عام 2024، استورد الاتحاد الأوروبي أكثر من 45 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ما يمثل حوالي 16.5% من إجمالي وارداته من الغاز، ويمثل نحو 45% من واردات الغاز الطبيعي المسال، في ظل السعي الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة بعد تداعيات الحرب الروسية على السوق.

أكبر الدول المستوردة من الاتحاد الأوروبي في عام 2024

الترتيب

الدولة

النسبة من الواردات الإجمالية

1

أمريكا

%20.6

2

المملكة المتحدة

%13.2

3

الصين

%8.3

4

سويسرا

%7.5

5

تركيا

%4.3

تشير التحليلات إلى أن قطاع الأدوية سيكون الأكثر تأثرًا بالرسوم الجمركية الأمريكية، يليه قطاع السيارات والطائرات. وتبرز ألمانيا وأيرلندا كأكثر الاقتصاديات الأوروبية تعرضًا لهذه الضغوط، حيث تعتمد ألمانيا على السوق الأمريكية في ربع صادراتها، فيما تصل النسبة في أيرلندا إلى أكثر من ثلث الصادرات.

أكبر الدول المصدرة للاتحاد الأوروبي في عام 2024

الترتيب

الدولة

النسبة من الواردات الإجمالية

1

الصين

%21.3

2

أمريكا

%13.7

3

المملكة المتحدة

%6.8

4

سويسرا

4.53%

5

تركيا

%5.6

يرجح أن تشهد أرباح الأسهم المدرجة في مؤشر “ستوكس يوروب 600” تراجعًا بنسبة 0.2% في الربع الثاني من العام، ما يعكس حالة عدم اليقين التي يخلفها التوتر التجاري والسياسات الأمريكية تجاه الاتحاد الأوروبي.

يمتلك الاتحاد الأوروبي جملة من الخيارات للرد على الخطوات الأمريكية، تبدأ من زيادة وارداته من السلع الأمريكية مثل فول الصويا والمعدات العسكرية، أو تخفيض الرسوم على السيارات، وصولًا إلى اتخاذ إجراءات أكثر تصعيدًا تشمل فرض حظر على صادرات رئيسية مثل الأدوية، أو فرض رسوم إضافية على الخدمات الرقمية الأمريكية، مما قد يؤدي إلى تصعيد النزاع التجاري وتحوله إلى حرب تجارية شاملة بين الطرفين.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى