اليورو يرتفع مجددًا بدعم من آمال الإنفاق الأوروبي ومخاوف الركود الأمريكي

استهل اليورو تعاملات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ في السوق الأوروبية، مستأنفًا مساره الصاعد أمام سلة من العملات العالمية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي.
هذا الارتفاع يأتي بعدما شهدت العملة الموحدة تراجعًا مؤقتًا يوم الجمعة، لتعود الآن بالقرب من أعلى مستوياتها في سبعة أشهر، بدعم من توقعات زيادة الإنفاق المالي داخل دول الاتحاد الأوروبي.
في أعقاب فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة على المنتجات الأوروبية، بدأت بروكسل التحرك سريعًا لوضع حزمة دعم استثنائية تستهدف القطاعات الأكثر تضررًا من هذه الرسوم، التي تدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع.
هذا التحرّك الأوروبي عزز من الثقة في الأسواق، ودفع المستثمرين نحو شراء اليورو.
وفي المقابل، يرى خبراء أن هذه الحرب التجارية المتصاعدة قد تُلقي بظلالها على الاقتصاد الأمريكي، وترفع احتمالات دخول الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأمريكي) لتخفيف السياسة النقدية بوتيرة أسرع من البنك المركزي الأوروبي.
سعر صرف اليورو مقابل الدولار ارتفع اليوم بنسبة 0.55% ليصل إلى 1.1023 دولار، مقارنة بإغلاق يوم الجمعة عند 1.0963 دولار، بعدما سجل أدنى مستوى له عند 1.0878 دولار.
في تعاملات الجمعة، تراجع اليورو بنسبة 0.8% نتيجة لعمليات تصحيح وجني أرباح بعد أن بلغ في اليوم السابق أعلى مستوى له في سبعة أشهر عند 1.1145 دولار.
بيانات الوظائف الأمريكية الإيجابية الصادرة يوم الجمعة ساهمت في ضغط مؤقت على اليورو، لكنها لم تغير التوجه الصاعد بشكل عام.
أداء أسبوعي قوي: سجل اليورو الأسبوع الماضي مكاسب بنسبة 1.3%، في ثاني ارتفاع أسبوعي متتالٍ، نتيجة لتصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي عقب فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية حادة على الشركاء التجاريين.
الرسوم الأمريكية الجديدة – التي بلغت 20% على كافة السلع الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة – فاقت التوقعات من حيث شدتها، ووصفتها أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بأنها “ضربة قوية للاقتصاد العالمي”.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي المكوّن من 27 دولة جاهز للرد بإجراءات مضادة في حال تعثرت المفاوضات مع واشنطن.