النحاس يتراجع وسط ضغوط صينية وتحذيرات من تباطؤ قطاع الذكاء الاصطناعي

تراجعت أسعار النحاس خلال تداولات الخميس، رغم انخفاض الدولار مقابل العملات الرئيسية، مع تعرض المعدن الصناعي لضغوط ناجمة عن تحذيرات من تباطؤ نمو قطاع الذكاء الاصطناعي وتقييم أثر قرار حكومي صيني جديد على السوق.
وأدى الارتفاع الكبير في أسعار النحاس المصاهر الصينية إلى تعزيز صادراتها إلى الخارج، مستفيدةً من مستويات الأسعار شبه القياسية في لندن، في الوقت الذي قلصت فيه التكاليف المرتفعة شهية المشترين المحليين، وفق مصادر وكالة “بلومبرج”.
وأفادت مصادر مطلعة أن مصهرين صينيين كبارًا يجهزون شحنات فورية تصل إلى 25 ألف طن إلى المخازن الجمركية ومستودعات آسيوية تخضع لرقابة بورصة لندن للمعادن، على أن يتم تسليمها خلال الأسابيع المقبلة.
وحذّر محللون في شركة “ترافيغورا” من احتمالية تعرض أسعار النحاس العالمية لضغوط هبوط في حال شهد قطاع الذكاء الاصطناعي تباطؤًا بعد موجة النمو القوية التي تشهدها الصناعات المرتبطة به.
ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه العالم نقصًا في النحاس يعيد تشكيل المشهدين المالي والصناعي والجيوسياسي، مع تسارع الطلب نتيجة التحول نحو الطاقة النظيفة والتقدم التكنولوجي بوتيرة تفوق بكثير نمو الإمدادات.
ومن المتوقع أن يقفز الطلب العالمي على النحاس المكرر من نحو 27 مليون طن في 2024 إلى حوالي 50 مليون طن بحلول 2035، وفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة ومؤسسة S&P Global.
تُعد الموصلية العالية والمتانة الفريدة للنحاس عوامل أساسية تجعله لا غنى عنه في أنظمة الطاقة، مشروعات الطاقة المتجددة، والإلكترونيات المتقدمة.
ومع تشديد السياسات المناخية عالميًا، ارتقت أهمية النحاس من سلعة صناعية إلى ركيزة أساسية في اقتصاد التحول نحو الاستدامة والطاقة النظيفة، مع توقع البنك الدولي ارتفاع إنتاج المعادن، وفي مقدمتها النحاس، بنسبة تصل إلى 500% بحلول 2050 لتلبية الأهداف المناخية.
ويشير محللو الأسواق إلى أن النقص العالمي في النحاس يمثل تحولًا هيكليًا طويل الأمد وليس مجرد دورة سعرية مؤقتة، ما يعيد صياغة الطريقة التي تُبنى وتُشغّل بها الاقتصادات الحديثة.
وعلى صعيد التداولات، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.3% إلى 98.4 نقطة، بينما تراجعت العقود الآجلة للنحاس تسليم ديسمبر بنسبة 0.1% لتصل إلى 5.00 دولار للرطل بحلول الساعة 16:14 بتوقيت جرينتش.