الدار البيضاء تعزز مكانتها في التمويل المستدام بإفريقيا عبر شراكات كربونية استراتيجية

عزز القطب المالي للدار البيضاء مكانته كمنصة رائدة للتمويل المستدام في إفريقيا، من خلال توقيع اتفاقيتي تعاون استراتيجيتين، أمس، على هامش أسبوع المناخ بنيويورك، في خطوة تهدف إلى تسريع تطوير الأسواق الطوعية للكربون بالقارة الإفريقية.
الاتفاقية الأولى جرت مع وزارة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر، وتهدف إلى إنشاء أطر وطنية وإقليمية تعتمد على الشفافية ومبادئ التنمية المستدامة، مع تسريع تطوير المشاريع الكربونية وتسهيل إصدار الاعتمادات، إضافة إلى إطلاق برامج لبناء قدرات الفاعلين المحليين في هذا القطاع.
أما الاتفاقية الثانية، فقد أبرمها القطب مع التحالف الدولي لخفض وتعويض الكربون (ICROA) خلال قمة المناخ لأمريكا الشمالية 2025، التي تنظمها الرابطة الدولية لتجارة الانبعاثات (IETA)، وتركز على وضع آليات تعاون لتعزيز الأسواق الكربونية الإفريقية ومواءمتها مع المعايير الدولية المعتمدة عالمياً.
وأكد ماكس أندونيرينا فونتين، وزير البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر، أن هذه الشراكة تشكل خطوة حاسمة لإدماج بلاده في الأسواق الكربونية العالمية، مستندة إلى التعاون الإفريقي والحلول الطبيعية. بدورها، أكدت الوزيرة المغربية ليلى بنعلي خلال مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة (AMCEN) في نيروبي، أن هذه المبادرات تعكس رؤية المغرب لبناء سوق إفريقي متكامل في مجال الكربون.
من جهته، أشار سعيد إبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، إلى أن هذه الشراكات تعزز ثقة المستثمرين وتوجه التمويلات نحو مشاريع منخفضة الانبعاثات الكربونية. فيما شددت أندريا أبراهامز، المديرة العامة لـ ICROA، على أن إفريقيا تزخر بإمكانات هائلة في مجال أرصدة الكربون، لكن نجاح الأسواق يعتمد على الشفافية وتوحيد الأطر التنظيمية.
وتأتي هذه المبادرات في سياق معالجة فجوة التمويل المناخي في إفريقيا، التي تقدر بنحو 2.8 تريليون دولار، عبر تطوير آليات حكامة فعالة، وتعزيز قدرات المؤسسات المالية والرقابية، وبناء شراكات استراتيجية تدعم مشاريع تنموية مستدامة وذات أثر بيئي إيجابي.