انطلقت مساء أمس الاثنين في العاصمة البرتغالية لشبونة قمة الويب 2023 والتي شهدت الحضور الأول لرئيستها الجديدة كاثرين ماهر، بعد استقالة الرئيس السابق بادي كوسغريف على خلفية تغريدة اتهم فيها إسرائيل بارتكاب “جرائم حرب” في غزة
امتلأت قاعة “ألتيك أرينا” بأكثر من 70 ألف شخص من الحضور والشركات الناشئة والإعلام والمتحدثين من مختلف الجهات، ورغم تأخر الافتتاح نحو ساعة ونصف دون سبب مقنع، فإن الجميع كانوا ينتظرون بفارغ الصبر بدء الحدث الأكبر على مستوى العالم من حيث عدد الشركات المشاركة فيه والحضور
فقمة هذا العام يشارك فيها 2600 شركة ناشئة من 85 دولة، وهو رقم قياسي، إلى جانب 900 مستثمر و2000 وسيلة إعلام و300 شريك للقمة و800 متحدث ونحو 70 ألفا من الحضور يمثلون بالإجمال 160 دولة
بدأت القمة باستعراض عدد من مؤسسي الشركات الناشئة للتطبيقات والخدمات التي تطورها شركاتهم، قبل أن تعتلي الرئيسة الجديدة للقمة كاثرين ماهر المنصة، بعد أسبوعين من توليها الرئاسة خلفا لمؤسس القمة رجل الأعمال الإيرلندي بادي كوسغريف الذي استقال منها
وكان كوسغريف، الذي أسس قمة الويب في 2009، قال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) متأثرا باستشهاد آلاف المدنيين في القصف الإسرائيلي على غزة “صدمت من خطاب وأفعال العديد من القادة والحكومات الغربية، باستثناء الحكومة الإيرلندية على وجه الخصوص التي فعلت الشيء الصحيح لمرة واحدة. جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم تسميتها بمسمياتها
وبعد هذه التغريدة الجريئة، هددت شركات كبرى راعية للقمة وعلى رأسها ميتا وغوغل بمقاطعتها، كما أعلنت شركات أخرى انسحابها من المشاركة، ولم يفد كوسغريف نشره تغريدات لاحقة يحاول فيها تلطيف ما قاله وتكرار العبارة الغربية الشهيرة بأن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، مما اضطره في آخر المطاف إلى الاستقالة
وقالت ماهر إنها تؤمن بأن “الجميع، في أي مكان، لديهم الحق في التعبير عن آرائهم بشأن أي موضوع، بما في ذلك ما يحدث في العالم
وأضافت بأنه “لو لم يكن لدينا الحق في حرية التعبير أو الحق في النقاش، لكانت منصات قمة الويب خالية من الأفكار والتحديات والتغيير”. وتعهدت بأن تبقى قمة الويب مكانا للنقاشات وحرية الأفكار والتعبير
وختمت بأن قمة الويب مكان يأتي فيه الناس ليتحدّوا وأن يتم تحديهم، مع الأخذ في الاعتبار أن يتم ذلك “باحترام” والدفاع عن “إنسانية بعضنا البعض”. خلال هذه المحادثات
وتعد الجلسة النقاشية التي شارك فيها مؤسس ويكيبيديا جيمي ويليز، من أبرز ما شهده افتتاح القمة، حيث دارت الجلسة حول سؤال: لماذا لن يؤثر تشات جي بي تي على ويكيبيديا؟
وقال ويليز إن الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد عليه برنامج المحادثة الشهير تشات جي بي تي لا يزال في بدايته، ولا يمكن الاعتماد عليه كمصدر للمعلومات، ويقدم أحيانا إجابات غير منطقية
وضرب مؤسس ويكيبيديا مثالا على ذلك بأنه كان يسأل تشات جي بي تي لعدة أيام عن اسم زوج زوجته، فكان التطبيق يذكر في كل مرة اسما مختلفا
وأضاف أن ويكيبيديا بحثت في المسألة لكنها لم تجد أن تشات جي بي تي مفيد لها في الوقت الحالي، وعبّر عن اعتقاده بأن أمام تطبيق المحادثة الذكي ما بين 20 و30 عاما حتى يتطور بما يكفي كي يصبح مصدرا منافسا لويكيبيديا
وعن مواقع التواصل الاجتماعي قال ويلز إن بناء المعرفة من مواقع التواصل مفيد في تعليمك الكلام لا الحقائق
يشار إلى أن قمة الويب انطلقت الاثنين 13 نونبر وستستمر حتى الخميس 16 نونبر ، وستشهد القمة خلال هذه المدة مئات الندوات في مختلف المجالات، فإلى جانب التقنية ستقام ندوات تتحدث عن تغير المناخ والبيئة والسياسة والاقتصاد والإعلان والتسويق والعملات الرقمية، وحتى الرياضة ستجد من يتحدث فيها
