المغرب وإمبراير: شراكة استراتيجية لرفع مستوى صناعة الطيران وتعزيز النمو الاقتصادي
في خطوة طموحة تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كوجهة رئيسية لصناعة الطيران، وقعت الحكومة المغربية مذكرة تفاهم مع شركة إمبراير البرازيلية، وهي واحدة من الشركات العالمية الرائدة في مجالات الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري.
تهدف هذه الشراكة إلى تحقيق قفزة نوعية في التعاون الأطلسي بين الدولتين، من خلال تطوير مشاريع متكاملة في قطاع الطيران تعزز الابتكار وتوفر فرص العمل وتساهم في النمو الاقتصادي المغربي.
تتضمن مذكرة التفاهم إنشاء منظومة متكاملة لتوريد قطع الطائرات في المغرب، فضلاً عن تدريب الكفاءات المحلية في مجالات متنوعة من صناعة الطيران، بدءًا من الصيانة والإصلاح وصولاً إلى البحث في مجالات الطيران المستدام والتنقل النظيف.
ومن المتوقع أن تخلق هذه الشراكة ما يصل إلى 300 فرصة عمل بحلول عام 2030، وتضخ استثمارات تصل إلى مليار دولار، مما يعزز دور المغرب كبوابة صناعية للطيران في المنطقة الأطلسية وأفريقيا.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل الاقتصادي سامي أمين أن شركة إمبراير تعد رائدة عالميًا في صناعة الطيران، حيث تُعتبر ثالث أكبر مصنع للطائرات التجارية في العالم بعد بوينغ وإيرباص. تأسست الشركة عام 1969 وبدأت في صناعة الطائرات العسكرية قبل أن تتوسع إلى القطاعات التجارية والتنفيذية.
وأوضح أمين أن المؤسسة تمتلك قاعدة واسعة من العملاء على مستوى العالم، حيث تصدر طائراتها لأكثر من 100 دولة، ولديها مراكز صيانة وخدمة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، مما يساهم في تلبية احتياجات العملاء في مختلف المناطق.
من وجهة نظر المحلل الاقتصادي، تمثل الشراكة مع المغرب خطوة استراتيجية تهدف إلى تطوير قطاع صناعة الطيران المغربي بشكل أساسي، ومن المتوقع أن تحقق عدة فوائد، منها نقل التكنولوجيا والخبرة. حيث ستستفيد المغرب من المعرفة الفنية والتقنيات المتقدمة التي تمتلكها إمبراير، مما سيؤدي إلى تحسين مستوى الابتكار والجودة في صناعة الطيران المحلية.
كما أضاف أمين أن الشراكة ستعزز من الاستثمارات وتوسع سلاسل الإمداد، حيث يمكن أن تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المغرب وتطوير سلاسل الإمداد الخاصة بصناعة الطيران، مما قد يؤدي إلى إنشاء مراكز تصنيع جديدة وتعزيز البنية التحتية.
وبالنظر إلى الأثر الاقتصادي المتوقع البالغ 300 مليون دولار، توقع أمين أن تساهم هذه الشراكة في تحفيز النمو الصناعي، من خلال دعم مشاريع جديدة في قطاع الطيران، مما سيعزز من مكانة المغرب كقاعدة صناعية متقدمة في إفريقيا ويساعد في دخول أسواق عالمية أكبر.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستزيد من قيمة الصادرات، حيث يسعى المغرب ليصبح مركزًا إقليميًا لصناعة الطيران. وبالتالي، سيعطي التعاون مع إمبراير المغرب القدرة على إنتاج أجزاء من الطائرات أو منتجات تقنية تُصدر إلى شركات عالمية.
وأختتم أمين بالتأكيد على أن هذه الشراكة ستعزز من موقع المغرب كوجهة للاستثمار، مما سيزيد من ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال المغربية ويحسن مناخ الأعمال، مما قد يؤدي إلى جذب المزيد من الشركات العالمية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.