مع ارتفاع أسعار النفط .. كيف تأثر حجم إنفاق صناعة الطيران حول العالم على الوقود؟

شهد الطلب على وقود الطائرات انتعاشًا في مختلف المناطق حول العالم مع التخلص من سنوات الوباء وعودة الناس للسفر الجوي بأعداد كبيرة مرة أخرى.

ارتفع إنفاق صناعة الطيران العالمية على الوقود بحوالي 26% في عام 2023 إلى 271 مليار دولار، وبلغ حجم الاستهلاك 92 مليار جالون ليعود تقريبًا لمستويات عام 2019، لكن مع ذلك لم تعد أسعار الوقود لمستوياتها السابقة.

وكما يتضح من الجدول المرفق الذي يعتمد على تقديرات وردت بتقرير التوقعات العالمية للنقل الجوي الذي نشره الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، فإن استهلاك حجم الوقود في العام الماضي والمماثل تقريبًا لمستوى ما قبل الوباء تزيد تكلفته بأكثر من 40% مقارنة مع 2019.

ومن المتوقع أن تصل هذه الزيادة إلى 53% عند مقارنة 2024 بعام 2019، في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية فإن وقود الطائرات -وهو منتج مكرر من النفط الخام- المساهم الأكبر في طفرة الطلب على النفط بعد الجائحة، لأنه يمثل ما يقرب من نصف الزيادة في الطلب الإجمالي على الخام، وهو ما يجعل وتيرة نمو وقود الطائرات حاسمة في التنبؤ بالمدة التي سيستغرقها الطلب على الوقود الأحفوري للوصول إلى ذروته.

وبسبب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 ارتفعت أسعار النفط العالمية وبالتالي ارتفع سعر وقود الطائرات أكثر ليتجاوز 175 دولارًا أمريكيًا للبرميل في صيف نفس العام، مع ارتفاع الفارق بين أسعار وقود الطائرات والنفط الخام إلى أكثر من 60 دولارًا، وهو ما يشكل تحديًا للتعافي المالي لشركات الطيران.

وفي 2023، ارتفعت أسعار النفط الخام مرة أخرى في النصف الثاني من العام ولكنها ظلت أقل من مستويات 2022، وكانت الحرب في الشرق الأوسط هي المحرك الرئيسي لهذا الاتجاه والتي تشكل خطرًا على استقرار إنتاج النفط والصادرات، فضلاً عن قيود الإنتاج التي فرضتها “أوبك”.

ووصل متوسط سعر النفط الخام في نهاية عام 2023 عند 82.5 دولار أمريكي للبرميل، مع بقاء الفارق بين الأسعار مرتفعًا عند 30 دولارًا ما يعكس قدرة التكرير المحدودة المخصصة لوقود الطائرات.

ورغم ذلك تتوقع “إياتا” ارتفاع إيرادات صناعة الطيران إلى أعلى قيمة اسمية في تاريخها عند 996 مليار دولار في نهاية العام الحالي بزيادة 10% تقريبًا على أساس سنوي، و19% مقارنة بعام 2019، مع وصول عدد الركاب لمستوى قياسي.

وأشار “ويلي والش” المدير العام للاتحاد إلى أنه مع توقع وصول عدد المسافرين جوًا إلى خمسة مليارات في 2024، فإن الحاجة البشرية للطيران لم تكن أقوى في أي وقت مضى، ولا شك أن الطيران أمر حيوي لتلبية طموحات الأفراد وازدهار الاقتصادات.

وتوقع “سيمون وارن” المحلل لدى أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم “فيتول” ارتفاع الطلب على وقود الطائرات بمقدار 650 ألف برميل يوميًا هذا العام، قائلًا: عاد الطلب العالمي على وقود الطائرات حاليًا إلى مستويات ما قبل الوباء، وكان التعافي بقيادة الرحلات الجوية قصيرة المدى في المقام الأول، وأشار أيضًا إلى أن وقود الطائرات هو المحرك الأساسي لنمو الطلب الإجمالي على النفط.