الفاو: إنتاج القمح في المغرب سينخفض بنسبة 40% هذا العام بسبب الجفاف
تُشير توقعات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى انخفاض صادم في إنتاج القمح بالمغرب هذا العام، ليصل إلى 2.5 مليون طن فقط، أي ما يُمثل انخفاضاً بنسبة 40% عن المتوسط.
ويُعزى هذا الانخفاض الفادح إلى شحّ الأمطار وتأثير الجفاف على المزروعات، ممّا يُنذر بأزمة غذائية خطيرة تُهدّد الأمن الغذائي للمملكة.
و ستضطر هذه الأزمة المغرب إلى زيادة واردات القمح بشكل كبير بنسبة 19%، لتصل إلى 7.5 مليون طن.
وستُثقل هذه الزيادة كاهل الاقتصاد الوطني وتُؤثّر سلباً على الميزان التجاري، حيث تُشير التوقعات إلى أن فاتورة استيراد الحبوب ستتجاوز 100 مليار درهم هذا العام.
و على الرغم من الأزمة، يُحافظ المغرب على مكانته كلاعب رئيسي في سوق القمح العالمي، حيث يحتل المركز السادس بين أكبر عشرة مستوردين للقمح في العالم.
وتتصدر مصر قائمة الواردات المتوقعة بأكثر من 12 مليون طن، تليها إندونيسيا بنحو 12 مليون طن، وتركيا بأكثر من 10 ملايين طن، والصين بـ 9 ملايين طن، والجزائر بأكثر من 8 ملايين طن.
يُحذّر خبراء اقتصاديون من أن هذه الأزمة ستُؤدّي إلى صعوبات اقتصادية كبيرة، حيث ستُقلّل من معدل النمو المتوقع لهذا العام من 3.7% إلى ما بين 2.5% و 2.8%.
يُؤكّد الخبراء على ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة، ولا يمكن حلّها إلّا من خلال معالجة قضية شحّ المياه بشكلٍ فعّال.
ولكن لا يُتوقّع حدوث تحسّن ملحوظ في مشكلة المياه قبل عام 2026 أو 2027، ممّا يعني أن تداعيات هذه الأزمة ستستمر لعدة سنوات.
لا تقتصر هذه الأزمة على المغرب فقط، بل تُعاني العديد من الدول العربية من تداعيات الجفاف وانخفاض الإنتاج الزراعي، ممّا يُهدّد الأمن الغذائي في المنطقة بشكل عام.
من المتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصةً منتجات القمح، مما سيُثقل كاهل المواطنين، خصوصاً ذوي الدخل المحدود.
إنّ أزمة القمح التي تواجهها المملكة تُشكّل تحدياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمواجهتها وإيجاد حلول مستدامة تضمن أمن الغذاء للمواطنين وتُحافظ على مكانة المغرب كفاعل رئيسي في السوق العالمية للحبوب.