المغرب يحقق تقدما على مستوى سهولة ممارسة الأعمال، لكنه بحاجة إلى تحسين رأسماله البشري
أصدر المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية تقريرًا بعنوان “لوحة القيادة الاستراتيجية”، يرصد فيه التطور المحقق بالمغرب على مر السنوات الماضية في عدد من المؤشرات الدولية.
وخلص التقرير إلى أن التصنيف الدولي للمغرب من حيث نصيب الفرد من الثروة الإجمالية لا يزال غير كافٍ، على الرغم من ارتفاعه منذ عام 2000.
وأوضح التقرير أن المغرب تقدم 7 مراكز بين عامي 2000 و2010 من حيث الموقع الدولي للمملكة من حيث نصيب الفرد من رأس المال غير الملموس. “ومع ذلك، بين عامي 2010 و2018، أظهر التصنيف الدولي للبلاد انخفاضًا كبيرًا. ويرجع ذلك، من بين أمور أخرى، إلى الجودة”.
كما أشار التقرير إلى أن “وزن رأس المال غير الملموس يمثل ثلاثة أرباع الثروة الإجمالية للمغرب، أي مستوى قريب من مستوى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (80 في المائة). يستحق رأس المال غير الملموس هذا أن يحظى بتقدير كبير باعتباره ثروة في حد ذاته”.
وفيما يتعلق بالتصنيف الدولي للمغرب حسب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، قال التقرير إن “نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالقيمة الحقيقية يتحسن منذ نهاية التسعينيات. وكان معدل نموه في المتوسط 2.3 في المائة سنويا خلال الفترة 1998-2022؛ إلا أنها تظل غير كافية مقارنة بتلك التي حققتها الدول الناشئة”.
وتحدث المصدر ذاته أيضا عن مؤشر تنافسية المواهب العالمية، “الذي منح المغرب تموضع دولي غير موات. ويُعزى هذا الترتيب، من بين أمور أخرى، إلى نقص الاستثمار في التعليم الجيد وعدم كفاية تنمية المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمنة؛ فضلا عن غياب إطار تنظيمي وتحفيزي يفضي إلى تعبئة المغتربين وجذب المواهب الأجنبية”.
على صعيد آخر، قال التقرير إن المغرب تقدم في تمركزه الدولي على مستوى سهولة ممارسة الأعمال بـ75 مركزا ما بين 2004 و2020، بفضل التقدم المحرز في مجال إنشاء الأعمال التجارية، ونقل الملكية، والحصول على القروض، وحماية المستثمرين والتجارة عبر الحدود.
وتابع التقرير إنه مع إطلاق استراتيجيته الجديدة لبيئة الأعمال 2021-2025 لا شك في أن المغرب قد ينضم في المستقبل القريب إلى قائمة أفضل 30 دولة في بيئة الأعمال الجذابة”.
وسجلت الوثيقة أيضا أن “قدرة المغرب الكبيرة على إدارة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستفادة من الفرص التي تنشأ عززت حصوله على المركز الـ67 من أصل 140 دولة في نسخة 2019 من مؤشر جاهزية التغيير”.
و يشير التقرير إلى أن المغرب قد أحرز تقدمًا ملحوظًا في عدد من المؤشرات الدولية، وخاصة في مجال سهولة ممارسة الأعمال. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للتحسين في بعض المجالات، مثل رأس المال البشري والمهارات الرقمية وجذب المواهب الأجنبية.
من أجل مواصلة التقدم، من المهم أن تركز الحكومة المغربية على تحسين هذه المجالات. يمكن القيام بذلك من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب، وخلق فرص عمل عالية الجودة، وتطوير إطار تنظيمي يجذب المواهب الأجنبية.