أشادت ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، بالمملكة المغربية باعتبارها “نموذجًا حقيقيًا” للدول الأخرى، بفضل الإصلاحات الجادة والمتنوعة التي يتم تنفيذها على مختلف المستويات.
وفي تصريح لها عقب اجتماعها في جنيف مع وزير الإدماج الاقتصادي والمشاريع الصغيرة والتشغيل والمهارات، يونس سكوري، أكدت جرينسبان أن هذه الإصلاحات تعكس رؤية طويلة الأمد للمغرب، مشيرةً إلى أن البلاد تستثمر في الخدمات اللوجستية، وتنمية الموارد البشرية، وتعزيز التشغيل، ودعم ريادة الأعمال، خاصةً في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، الذي يمثل حجر الأساس للعقد الاجتماعي.
وخلال هذا الاجتماع الرفيع المستوى، الذي حضره السفير عمر زنيبر، الممثل الدائم للمغرب بجنيف، تم تسليط الضوء على المبادرة المغربية للتعاون الأطلسي، التي أطلقها الملك محمد السادس، بهدف ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، مما يسهم في تعزيز التكامل الإقليمي والتنمية الاقتصادية، إلى جانب دعم الاستقرار والسلم في المنطقة.
كما تناولت المناقشات سبل تعزيز التعاون بين المغرب ومنظمة الأونكتاد، التي تلعب دورًا محوريًا في تطوير التجارة، والتكامل بين التنمية الاقتصادية والقضايا الاجتماعية.
وأكد سكوري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن التنمية الاقتصادية يجب أن تخدم المجتمع، مما يتطلب جهودًا مشتركة لتعزيز هذا التوجه.
وفي هذا السياق، تم الاتفاق على مشاريع محددة لدعم ريادة الأعمال، خصوصًا للنساء، وتطوير التجارة الإلكترونية، وتأهيل الشباب ورواد الأعمال.
كما تم التطرق إلى دور الأونكتاد في البنية التحتية الاستراتيجية، خاصةً في مجال السياسات البحرية، مع التأكيد على أهمية توسيع نطاق هذه السياسات لتشمل التجارة والتشغيل.
وخلال زيارته إلى جنيف، التي استمرت يومين، عقد سكوري لقاءات مع رؤساء منظمات دولية ووكالات أممية، من بينها منظمة العمل الدولية ومنظمة التجارة العالمية.
وأبرز في أعقاب هذه الاجتماعات أن الإصلاحات الوطنية التي ينفذها المغرب بدأت تؤتي ثمارها، وأن هذه المباحثات تسعى إلى تحقيق تنسيق أفضل مع الشركاء الدوليين لضمان دعم هذه الجهود وفق التوجيهات الملكية السامية.
