فشل الاتفاق على معاهدة للحد من تلوث البلاستيك بعد مفاوضات طويلة
فشلت نحو 200 دولة في التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للحد من تلوث البلاستيك، بعد أسبوع من المفاوضات التي أُجريت في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية.
ورغم أن هذه الجولة من المفاوضات كانت تُعتبر الحاسمة، أكدت فرح الحطاب، مسؤولة الحملات في منظمة “غرينبيس”، أن باب المفاوضات لن يغلق، حيث تم الاتفاق على عقد “جولة نهائية أخرى بحلول منتصف العام المقبل”.
وقالت الحطاب في تصريح لـ “الشرق” إن الجولة الحالية من المفاوضات التي بدأت في 2022 انتهت بشكل “مخيب للآمال”، لكنها أكدت أن هذه النتيجة “أفضل من التوصل إلى معاهدة ضعيفة لن تحل أزمة التلوث البلاستيكي”.
أحد أبرز نقاط الخلاف كان حول ما إذا كان سيتم فرض قيود ملزمة على أنواع معينة من المواد الكيميائية وإنتاج البلاستيك، أم سيتم الاكتفاء بتقديم حزمة تمويل لتحسين جمع النفايات وإعادة التدوير.
وكان الخلاف الآخر حول إلزامية المعاهدة، حيث طالبت بعض الدول المنتجة للبلاستيك بأن تكون الحلول طوعية، معارضة بشدة القيود التي قد تؤثر على اقتصاداتها.
وفي المقابل، دعت الدول المؤيدة للمعاهدة، وخاصة تلك المتضررة من النفايات البلاستيكية، إلى اتفاقية ملزمة تهدف إلى تنظيم المواد الكيميائية الخطرة والتخلص التدريجي من المنتجات البلاستيكية التي تسبب التلوث مثل أدوات المائدة البلاستيكية. كما طالبت هذه الدول بالحصول على دعم مالي وتقني لتنفيذ السياسات المطلوبة.
و تُنتج دول العالم كميات ضخمة من البلاستيك سنويًا.
وفقًا لبيانات “بولي غلوب”، تُعتبر الصين أكبر منتج للبلاستيك في العالم، حيث أنتجت 222.1 مليون طن من البلاستيك في عام 2024، تليها الولايات المتحدة بإنتاج 92.7 مليون طن.
أما دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، فقد أنتجت مجتمعة 83.1 مليون طن من البلاستيك، مما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة عالميًا.
لكن المشكلة لا تقتصر فقط على حجم الإنتاج، بل تشمل أيضًا طريقة استخدام البلاستيك. إذ يتم استخدام حوالي نصف البلاستيك الجديد لمرة واحدة فقط قبل التخلص منه، بينما لم تتجاوز معدلات إعادة التدوير عالميًا 9.5% من إجمالي البلاستيك المنتج.
ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يُتوقع أن يرتفع إنتاج البلاستيك بحلول عام 2040 بنسبة 60% ليصل إلى 736 مليون طن سنويًا.
ومع استمرار قلة عمليات التدوير، فإن هذا النمو سيؤدي إلى زيادة هائلة في النفايات البلاستيكية، مما يعزز التهديدات البيئية والصحية الناجمة عن التلوث البلاستيكي.
إن فشل التوصل إلى معاهدة شاملة للحد من تلوث البلاستيك يترك العديد من التحديات البيئية والصحية دون حلول، في وقت يتزايد فيه الإنتاج والتخلص من البلاستيك في مختلف أنحاء العالم.
و مع زيادة التوقعات بنمو هائل في الإنتاج، يبقى التحدي الأكبر في كيفية تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة من التأثيرات السلبية للنفايات البلاستيكية.