الأخباراقتصاد المغرب

هل تشير نظرية “تأثير الفراشة” إلى تبدلات سعرية في سوق اللحوم والأسماك؟

من المتوقع أن يشهد السوق المغربي تأثيرات اقتصادية كبيرة نتيجة لقرار إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي، التي ستنعكس بشكل مباشر على عدة قطاعات حيوية، لا سيما قطاع الدواجن.

ويستحضر البعض في هذا السياق نظرية “تأثير الفراشة” (Butterfly Effect)، وهي مفهوم مستوحى من نظرية الفوضى، حيث يشير إلى أن التغييرات الصغيرة قد تؤدي إلى نتائج كبيرة وغير متوقعة على المدى البعيد، مما يفتح المجال لتوقعات كبيرة حول تراجع الأسعار في أسواق اللحوم.

في هذا الإطار، يرى الخبراء أن قرار إلغاء ذبح الأضاحي سيؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب على الأغنام، مما سينعكس بدوره على انخفاض أسعارها في الأسواق المحلية.

هذا التراجع في أسعار الأغنام سيؤدي إلى انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في محلات الجزارة، مما يسهم في زيادة استهلاك هذه اللحوم بسبب انخفاض تكلفتها، وبالتالي تصبح أكثر قدرة على التنافس مع اللحوم البيضاء.

وفي ذات السياق، يتوقع الخبراء أن يشهد قطاع الدواجن تراجعاً ملحوظاً في الأسعار، نتيجة لتحول المستهلكين نحو اللحوم الحمراء، حيث سيؤدي هذا التوجه إلى تقليص الطلب على اللحوم البيضاء، خاصة الدجاج.

وفي هذا السياق، يوضح المختصون أن تراجع استهلاك اللحوم البيضاء سيؤدي بشكل تلقائي إلى انخفاض الطلب على الأسماك، مما قد يتسبب بدوره في تراجع أسعارها هي الأخرى.

من جانب آخر، يُتوقع أن يكون لخفض الطلب على المواشي بعد إلغاء شعيرة الأضاحي تأثير إيجابي على أسعار الأعلاف والتبن، حيث سينعكس هذا التراجع في استهلاك المواشي على انخفاض تكاليف تربية المواشي بشكل عام، مما يؤدي إلى تخفيض أسعار الأعلاف ويُحسن من وضع المزارعين والمربين.

ومع أن هذا السيناريو يبدو منطقياً من الناحية الاقتصادية، فإن استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المغربية على الرغم من إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي يثير العديد من التساؤلات.

ويُشير البعض إلى أن هناك جهات قد تكون متحكمة في السوق، تفرض أسعاراً غير مبررة على المستهلك، وهو ما يفتح الباب أمام ضرورة التدخل الرقابي لضبط الأسعار وحماية المستهلك من التقلبات غير المبررة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى