Bitget Banner
الاقتصادية

هجمات الطاقة بين إسرائيل وإيران تضع الأسواق العالمية على صفيح ساخن

أشعلت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت الطاقة في إيران شرارة أزمة جديدة تهدد استقرار أمن الطاقة العالمي، في وقت يترقب فيه العالم أي تصعيد عسكري في منطقة تعتبر شريانًا رئيسيًا لإمدادات النفط.

وبينما لا تزال الخسائر المادية قيد الحصر، ظهرت تداعياتها سريعًا في الأسواق، حيث قفزت أسعار النفط بنحو 13% مع بداية المواجهة، قبل أن تهدأ نسبيًا مع غياب انقطاعات حقيقية في الإمدادات حتى الآن.

لكنّ المشهد الحالي لا يبعث على الطمأنينة، فالسوق لا تتحرك فقط بناءً على ما حدث، بل بناءً على ما قد يحدث. والتوتر المتزايد بين تل أبيب وطهران يعمّق المخاوف من دخول الشرق الأوسط في دوامة صراع أوسع، قد تكون له ارتدادات مباشرة على تدفقات الطاقة حول العالم.

سيناريوهات محتملة لسوق النفط وسط تطورات الصراع في الشرق الأوسط  

الجهة

التوقع

آي إن جي

يرى أن توقف الحركة في مضيق هرمز، قد يدفع النفط إلى 120 دولارًا للبرميل، وحينها ستلجأ الحكومات لاستخدام احتياطياتها النفطية الاستراتيجية كحل مؤقت.

وأن “أوبك” وحلفاءها قد يسرعون من وتيرة زيادة الإنتاج حال حدوث أي انقطاعات، لكن سيكون من الصعب توفير دعم للسوق حال اتساع نطاق التوترات.

دويتشيه بنك

حذر البنك من أنه في حال شمل التصعيد المنطقة بأسرها، ما تسبب في إغلاق مضيق هرمز، فقد يمنع نفط الشرق الأوسط من الوصول للسوق العالمية، ما يؤدي لارتفاع حاد في الأسعار.

وأن الأسعار قد تصل إلى 120 دولارًا للبرميل، متجاوزة بذلك أعلى مستوياتها المسجلة في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

لكن هذا السيناريو ليس الأكثر احتمالاً، لأن البنك الألماني يرى أن السوق قد أخذت في اعتبارها بالفعل خسارة بعض إنتاج النفط الإيراني، وهو ما يعني أن الأسعار ستبقى مستقرة تقريبًا عند حوالي 75 دولارًا للبرميل.

ريستاد إنرجي

بينما يتوقع محللو شركة الاستشارات العالمية احتواء الصراع من خلال تدخل الولايات المتحدة التي تأمل في إبقاء أسعار النفط منخفضة.

وأضافت أن السوق سيبقى على الأرجح عند أقل من 80 دولارًا للبرميل إذا تمكن البيت الأبيض من التوسط والتوصل لفترة من الهدوء النسبي في المنطقة.

جيه بي مورجان

يتوقع البنك باحتمالية 17% حدوث اضطراب أوسع نطاقًا، ما قد يدفع سعر النفط لتجاوز 100 دولار، وربما يصل إلى 120 دولارًا في سيناريو أكثر تطرفًا.

إنرجي أسبكتس

يرى “ريتشارد برونز” رئيس قسم الجغرافيا السياسية لدى “إنرجي أسبكتس” للاستشارات والأبحاث أن الوضع الحالي بالغ الخطورة ومثير للقلق، لكن هذا لا يعني أن الصراع سيكون له تأثير كبير مثل الحرب في أوكرانيا أو حتى كالاضطرابات السابقة في الشرق الأوسط.

توم هولاند

ذكر “هولاند” من شركة “جافيكال” للأبحاث: وداعًا لأسعار النفط التي تقل عن 60 دولارًا للبرميل هذا العام، موضحًا أن الهجمات شكلت تحولاً عن الاشتباكات السابقة بين إيران وإسرائيل، واصفًا الهجمات الإسرائيلية بالعدوانية والاستباقية.

وتوقع استمرار أسعار النفط مرتفعة، على أن يتراوح متوسط خام برنت بين 67.5 و70 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من هذا العام.

 

إيران، التي تُعد لاعبًا رئيسيًا في سوق النفط بإنتاج يومي يبلغ نحو 3.3 ملايين برميل، وتصدير يقارب 1.7 مليون برميل، تُزوّد أسواقًا استراتيجية مثل الصين، المستورد الأول لنفطها.

وأي تعطيل في هذه الصادرات، سواء كان مباشراً أو عبر تهديدات مستمرة، قد يعصف بالتوازنات الحالية ويؤجج التضخم عالميًا.

القلق الأكبر يتمثل في احتمال امتداد التصعيد إلى مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي الذي تعبر من خلاله قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية.

وحتى الساعة، لم تسجل أي إغلاقات أو هجمات في هذه المنطقة، مما يتيح للأسواق بعض الهدوء المؤقت. إلا أن هذا الاستقرار يظل هشًا، وقابلًا للانهيار في حال فشلت التحركات الدبلوماسية في احتواء الأزمة.

في حال استمرت إسرائيل في استهداف البنية التحتية النفطية لإيران، فذلك قد يدفع طهران إلى الرد بوسائل قد تشمل تهديد خطوط الملاحة أو تعطيل الشحنات النفطية.

هذا السيناريو، رغم كونه غير مؤكد، يشكّل عامل ضغط إضافي على الأسعار ويزيد من عدم يقين المستثمرين.

تُظهر تطورات المشهد أن أسعار النفط لم تعد تحركها أساسيات العرض والطلب فقط، بل باتت رهينة التوترات الجيوسياسية، خاصة في المناطق الحساسة. وبينما لم يقع الأسوأ بعد، فإن بقاء الوضع على ما هو عليه أو تفاقمه قد يدفع بأسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى